
البرفيسور عبد العزيز بن حبتور .. أكاديميا ومفكرا وكاتبا و مؤرخاً
أ.د. عبد العزيز محمد ترب -الخبير الاقتصادي ،أستاذ الاداره و التنظيم
- لقد خبرتْه الحياة السّياسيّة من خلال المناصب التي تقلّدها، فمن نائبٍ لرئيس الجامعة لشؤون الطلاب، إلى نائبٍ لوزير التّربية والتّعليم، وأعيد إلى جامعة عدن رئيساً لها، حيث عمل على تحديث المناهج، والأقسام العلميّة
عندما يكونُ الحديثُ عن هامةٍ وطنيّةٍ بحجم الدكتور عبد العزيز بن حبتُور، رئيس حُكومة الإنقاذ الوطنيّ، فرُبّما لا نُعطيه حقه.. فشهادة للتّاريخ كان مُجتهداً، مُثابراً، كثيرَ الاطلاع والبحث، مُنذ أن كان طالباً في كليّة الاقتصاد
والإدارة – جامعة عدن، وقد تنبأتُ له بمُستقبلٍ واعدٍ.. فعلى مدى 3 عُقودٍ من الزّمن، واسمُ العزيز الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتُور يتردّد في جَنَبَات السّياسة، والثقافة، والتّربية، والأخلاق الفاضلة.
ولذلك من الصّعب الحديث عن شخصيّةٍ تُجملُ كلّ الصّفات النبيلة، ولا يُمكنُ التعاملُ معها عبر المقالات القصيرة، والكتابات الصّغيرة، والإشادات العابرة؛ كونُ البروفيسُور الكريم يستأثر بمكانةٍ وطنيّةٍ، وعربيّةٍ عملاقةٍ، .ويستحوذ على مشاعر السّواد الأعظم في داخل بلادنا اليمن وخارجَها.
لقد عاصر البروفيسُور عبد العزيز بن حبتُور أصعبَ المراحل التي عاشها الوطنُ اليمنيُّ، وتمتّع بقدراتٍ واسعةِ النّطاق، في مجال إدارة الأزمات الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والإنسانيّة التي تشهدها بلادنا اليمن اليوم تحتَ سيف الظلم، والقهر، والعُدوان الإقليميّ والدّوليّ، حيث نجح في إدارة تلك الأزمات، والسّيطرة عليها، والتعامُل معها، بما يتوافقُ مع طبيعة الواقع الاقتصاديّ، والاجتماعيّ، والإنسانيّ القائم في بلادنا اليوم، وبما يتواكبُ مع هُبوط موارد الخزينة العامّة في الدّولة، وانخفاضها إلى ما يُعادلُ (8 ٪) من حجم الموارد الماليّة، التي كانتْ سائدة قبلَ نُشوب العُدوان (السّعوديّ- الإماراتيّ- الأمريكيّ) البربريّ تُجاهَ بلادنا عامَ 2015م، ويكفيه شرفاً وعزّة أنَّه بقي داخلَ وطنه، ولم يبعْ أو يشترِ كما فعل الكثيرون الذين أنحازوا إلى العُدوان على اليمن، واختار اليمنَ، وبقي فيها مُدافِعاً عن الاستقلال والسّيادة حتّى اختياره رئيساً لحكومة الإنقاذ الوطنيّ.
لقد خبرتْه الحياة السّياسيّة من خلال المناصب التي تقلّدها، فمن نائب لرئيس الجامعة لشؤون الطلاب، إلى نائبٍ لوزير التّربية والتّعليم، وأعيد لجامعة عدن رئيساً لها، حيثُ عمل على تحديث المناهج، والأقسام العلميّة، ووقّع عدداً من
البُرِ وتكولات مع الجامعات العربيّة، والأجنبيّة، اختير لقيادة مُحافظة عدن في ظلّ الصّراعات السّياسيّة، إلا أنّه ظلّ مُحافظاً على وضعه العلميّ والأكاديميّ، ولذلك الكُلُّ يُجمع على ما يتمتّع به ابنُ حبتُّور من درجات العلم، والفكر،
والمعرفة الواسعة والشّاملة، ويتجلّى بوضُوحٍ من خلال القيام بحصر جميع مُؤلفاته، وأبحاثه، وإصداراته البديعة، والخلاقة التي تواصلتْ مسيرتها المُباركة طوالَ ما يزيد على رُبع قرنٍ من الزّمن، وأصبحتِ اليومَ تشتمل على عشرات المجلدات الضّخمة والعِملاقة التي يتمّ إصدارها ضمنَ مُحتويات (الأعمال الكاملة للبروفيسُور عبد العزيز صالح بن حبتُورٍ)، وذلك باعتبارها تمثل أهمّ الأعمال التّاريخيّة المجيدة، وأرفعها مكانة وقوّة وشُموخاً على مُستوى
الوطن العربيّ كله.
رجب 1444 ه – فبراير 2023




