
دار بن حبتور… تجسيد لرسالة العلم وصون الهوية اليمنية
بقلم ا/ عبدالقادر بجاش الحيدري
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الرئيس المناضل
البروفيسور الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور
عضو المجلس السياسي الأعلى المحترم
تحية إجلال وتقدير أرفعها إلى مقامكم الكريم،
حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم،
اليوم، وأنا أغادر أسوار مؤسستكم المباركة “دار بن حبتور الخيرية”، يغمرني شعور عميق بالسعادة والإعجاب لقد كانت زيارتي لها بمثابة رحلة استثنائية إلى صرح معرفي يستعد للانطلاق بخطى واثقة نحو آفاق الثقافة والعلم والأصالة اليمنية، وكم كانت دهشتي عظيمة واعجابي وأنا أطوف في أرجائها برفقة الدكتور العزيز طلال بن حبتور، إذ رأيت تجهيزات متكاملة، ورؤية طموحة لمشروع ثقافي وتنويري واعد بهذا الحجم والعمق.
إن هذا الصرح الذي تشيدونه دولة الرئيس، ليس مجرد مكان لحفظ الكتب والمخطوطات، بل هو قلب نابض بتاريخ اليمن وبسيرة عظمائه مثلكم دولة الرئيس. لقد لمست في كل ركن من أركانه شغفا أصيلا بالعلم، وحرصا نادرا على صون تراثنا العريق، وتقديمه للأجيال القادمة بأبهى صورة وأرقى أسلوب.
وما فكرة جمع إرثكم العلمي والثقافي المتنوع، الممتد لأكثر من أربعة عقود من العطاء الوطني والعلمي والأكاديمي، إلى جانب تلك الكنوز من المخطوطات والوثائق التاريخية، إلا تجسيد حيّ لإيمانكم العميق بقيمة المعرفة، وأهمية حفظ الهوية، وتوثيق الإنجازات لتكون منارات تهتدي بها الأجيال القادمة.
إن الجهد الكبير والعمل الدؤوب الذي شهدته في سبيل تحقيق هذه الرؤية العظيمة، يبعث على الاعتزاز، ويستحق منا جميعًا أسمى آيات التقدير والإجلال.
وأنا على يقين راسخ بأن “دار بن حبتور”، بما تحمله من رمزية كبرى لارتباطها باسمكم الكريم، وما تتطلع إليه من أهداف نبيلة، ستكون منارة إشعاع علمي وثقافي في سماء اليمن، ومرجعا لا غنى عنه للباحثين والدارسين في الحاضر والمستقبل.
إنه مشروع يبعث على الفخر، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن اليمن، رغم كل التحديات، ستظل أرضا خصبة للعلم والثقافة، ما دام فيها رجال بحجم البروفيسور الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور.
وبهذه المناسبة، أتقدم إليكم، حبيبنا دولة الرئيس ، بأسمى عبارات الشكر والامتنان على هذه المبادرة الرائدة، وهذا الإنجاز المعرفي والثقافي المبارك، سائلًا المولى عز وجل أن يمنّ عليكم بموفور الصحة والعافية، وأن يمدكم بعونه وتوفيقه في مسيرتكم العلمية والوطنية النيرة.
كما نبارك لكم تدشين المرحلة الأولى من هذا المشروع الكبير بإطلاق الموقع الإلكتروني المتكامل، الذي جاء غنيا بأدواته وايقوناته وخدماته الإعلامية والعلمية، ليمثل منجزا إعلاميا وثقافيا أصيلا تفتقد الساحة اليمنية لمثله؛ يهدف لان يكون مرجعا شاملا زاخرا بأمهات الكتب وكنوز المعرفة في شتى المجالات.
ولا يسعني في الختام إلا أن أعبر عن عميق امتناني لثقتكم الغالية التي شرفتموني بها، لأكون جزءا من هذا المشروع الإعلامي الطموح، والعمل معكم ضمن فريق هذا المنجز الحضاري المتميز.
لقد ترك هذا المشروع في نفسي أثرا بالغا، وأيقظ في داخلي يقينا بأن الرؤى الصادقة والعمل المخلص هما سر كل نهضة، حتى لو كان من وسط ركام الحرب والدمار.
مع خالص تحياتي وتقديري،
11مايو 2025