الاخبارشخصيات بارزةشخصيات يمنية

لمحة موجزة عن حياة الشهيد / الحاج / محسن بن صالح بن عمر بن علي الغسيلي آل غسيل

بقلم / الدكتور / الحاج / عبدالمحسن صالح محسن صالح بن عمر بن علي

 

نبذة عن حياته:

وُلد الشيخ محسن بن صالح آل غسيل في عام 1898 في منطقة غيل السعيدي [ غيل حبان ] محافظة شبوة جنوب اليمن، ونشأ في كنف بيئة قبلية عُرفت بعراقتها وأصالتها، ليكبر فيها ويترعرع على قيم الرجولة والكرم والإصلاح والعدل. تولى مشيخة قبيلة آل عمر بن علي خلفاً عن ابيه في مرحلة مبكرة من حياته، فكان قائدًا فذًا ومرجعية يُحتكم إليها في أوقات الشدة والخلاف.
امتاز الشهيد / الشيخ محسن بسموّ أخلاقه ونُبله، وكان كريم النفس، محبًا لأفراد قبيلته، يسعى دائمًا لإصلاح ذات البين، ويعمل بلا كلل على حل النزاعات القبلية والعائلية بروح الحكمة والتسامح. وكان له دورٌ فاعل في المحافظة على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي بين مختلف الأطراف في منطقته.
حظي بمكانة رفيعة لدى السلطنة الواحدية كمستشار قبلي ، وكان محل ثقة واحترام السلطان الواحدي وجميع مراتب السلطنة الواحدية ، لما عُرف عنه من حنكة سياسية وحكمة اجتماعية، وقد ساهم بشكل كبير في دعم استقرار السلطنة والتوفيق بين أطرافها المختلفة.


الجانب الإنساني:


عرف عنه حبه للخير وسخاؤه في العطاء، فقد كان بيته مفتوحًا للضيف والفقير، لا يُردُّ فيه طالب حاجة. ترك أثرًا طيبًا في نفوس الناس، وكان مثالًا للزهد والتواضع، يعلو صوته في مجالس الصلح، ويُحتكم إليه في الشدائد والنوازل.


الأبناء:


خلف من بعده ستة من الأبناء:
ثلاثة من الذكور: علي، وصالح، وأحمد
وثلاث من الإناث

نهاية مأساوية:

في عام 1973، وبعد استقلال جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني، شهدت البلاد تغيرات سياسية جذرية، تمثلت في سيطرة التنظيم السياسي للجبهة القومية وبداية حكم الحزب الاشتراكي اليمني، الذي سعى إلى تقويض البنية القبلية والاجتماعية، مستهدفًا القيادات التقليدية والمرجعيات المحلية.
وفي ظل هذه الظروف العصيبة، تعرّض الشيخ محسن بن صالح للاعتقال القسري دون أي محاكمة أو توضيح لمصيره، فاختفى بشكل مفاجئ، ولم يُعرف عنه شيء منذ ذلك الحين. ويُرجّح أن يكون قد تم التخلص منه من قبل سلطات الحزب، كما حدث مع عدد كبير من الشيوخ والوجهاء الذين تم الزجّ بهم في السجون أو تصفيتهم في الخفاء.

إرثه ومكانته:

رغم اختفائه القسري، ظل ذكر الشيخ محسن حاضرًا في وجدان قبيلته وأهله، رمزًا للعدل والكرم والحكمة، وقامة اجتماعية تركت بصمات واضحة في تاريخ منطقتها. بقيت سيرته العطرة تُروى للأجيال، وتُذكر بفخر واعتزاز في المحافل والمجالس.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى