البروفيسور بن حبتورالمقالاتمكتبة القلم

دلالة ومعنى الاحتفاء بمرور 100 يوم على استشهاد الرئيس الصمّاد

بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور

دلالة ومعنى الاحتفاء بمرور 100 يوم على استشهاد الرئيس الصمّاد

 

 

سررت كثيراً بالنشاط الحيوي والمميز للفريق الإعلامي الذي عكف على إعداد واخراج هذا الكتاب (الوثيقة) عن السيرة العَطرة للرئيس الشهيد صالح علي الصماد رحمة الله عليه، وهي بمثابة وثيقة هامه وستكون خالدة بإذن الله، كونها حوت على العديد من المحاضرات والخطابات والزيارات لشهيدنا الكبير رحمة الله عليه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وهنا أوجه الشكر والتقدير للفريق الإعلامي برئاسة الأخ الفضل يحي العليي (أبو الفضل) وزملائه الكرام الذين انجزوا هذه المهمة الكبيرة بزمن قياسي.

لقد حُضي الشهيد الصماد في يوم تشييع جنازته بحضور كبير من قيادات الدولة والمسؤولين الرسميين في البلاد ، وبحضور مشرف للجماهير الغفيرة التي توافدت الى ميدان السبعين بقلب صنعاء لالقاء نظرة الوداع الاخيرة لرئيسهم الذي ظل طيلة العامين ونيف تقريباً جزءً منهم يتحسس همومهم ويتخذ القرارات الجريئة لمصلحتهم.

كذلك ما ورد في الكلمة الضافية في هذه المناسبة الحزينة التي القاها السيد الحبيب عبدالملك بن بدر الدين الحوثي الذي عدد فيها مناقب الشهيد وخصاله الحميدة ودوره المحوري في حركة أنصار الله منذ ان كانت الحركة في بداياتها وحتى اصبح رئيساً للبلاد، حيث اثنى السيد الحبيب كثيراً على دوره وتأثيره ، وكررها مراراً بان الشهيد الرئيس هو خسارة على الحركة وعليه شخصياً وخسارة على اليمن كلها.

 

وبعد مرور 100 يوم على استشهاده تبرز لنا الدلالات العميقة في المشهد اليمني على النحو الآتي:

 

أولاً: حاول الغُزاة السعوديون والاماراتيون ان يزجوا بجحافل مرتزقتهم وعملائهم في جبهة الساحل الغربي لاحتلال مدينة الحديدة ، وشنوا هجوم إعلامي كاسح بتصوير بانهم قد احتلوا مدينة الحديدة او على وشك ان يحتلوها تحت مبرر انهم يريدوا تحريرها من الجيش اليمني واللجان الشعبية من اجل أهداف (إنسانية) ، لكنهم وبعد مرور أكثر من شهرين مُنيت جحافلكم بالخزي والهزيمة وقدم أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية اعظم أسطورة دفاعية عن مدينة الحديدة وضواحيها، وتحولوا هؤلاء المرتزقة والعملاء والإرهابيون الى لقمة صائغة لأبطال الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء الشعب اليمني.

ثانياً: كان لصمود أبناء تهامة الدور الكبير في افشال مخطط دول تحالف العُدوان، وخرج الآلاف بعفوية ظاهره إلى الشوارع تدعم وتآزر قيادة الجيش اللجان الشعبية، وشكلت جماهير أبناء تهامة حاضنة وطنيةٍ للمقاومة لفلول دول العُدوان وعملائهم، مستجيبين لنداءات السيد عبدالملك الحوثي، ومتذكرين وأمناء لكلمات الشهيد الصماد حول أبناء تهامة الشرفاء.

ثالثاً: حقق أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية إنتصارات ساحقة لجبهات دول العُدوان في كلٍ من جبهة مأرب ، الجوف ، تعز ، لحج ، البيضاء ، ميدي وغيرها من الجبهات العديدة التي ينتصر فيها أبطالنا الميامين ، برغم فارق العُدة والعدد والسلاح النوعي ، الجوي والبحري والبري.

رابعاً: طور أبطال جيشنا اليمني واللجان الشعبية العديد من الأسلحة الهجومية الفتاكة، كقوة ردع للعدو، ومنها الصواريخ والطائرات المسيرة و طائرات الاستطلاع وغيرها ، وأتذكر انه حينما دعانا الشهيد الرئيس لزيارة المعرض المخصص لهذا الغرض، وكنت حاضراً و الدكتور قاسم لبوزه نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى السابق واللواء محمد ناصر العاطفي وزير الدفاع وآخرين ، وهي كانت بدايات لتطوير تلك القدرات الهجومية والدفاعية معاً، و أتذكر حينها كان الرئيس يوجه القادة العسكريين في مجال التصنيع العسكري وكان واضحاً بقوله ، إننا في القيادة السياسية سندعمكم و انتم واصلوا التطوير في مجال التصنيع العسكري ، وفعلاً الْيَوْمَ نستطيع ان نقول لروح الشهيد الصماد لتنام روحك بسلام، لان خَلَفك هم قيادات سياسية حريصة على بلوغ النصر على العدو الإعْرَابي، وينتصرون لدماء الشهداء والجرحاء، وخلفك جيش وأمن ولجان شعبية صامدة في الجبهات، وقادة عسكرويون اشداء يواصلون النجاحات في كل المجالات.

خامساً: تحول مقر ضريح الشهيد في ميدان السبعين هو ورفاقه السته الذين نعرفهم واحداً واحداً رحمة الله عليهم جميعاً ، نعرفهم عن قرب بحكم عملنا المشترك الى مزار يؤُمّه الآلاف من الشباب اليمني ، وهي ظاهرة مألوفة لدى غالبية اليمنيين ، الا ان الصورة هنا مختلفه تماماً، في تحول الضريح الى مرقد للشهيد ورفاقه مستذكرين خصالهم ومواقفهم وبطولاتهم، باعتبارها دروس حيه للزائرين.

 

شكراً جزيلاً لكل فرد او جماعة أحيى هذه الذكرى المؤلمة لمرور مائة يوم على استشهاد الرئيس ، شكراً لمن احتفل بالرصاصة والحرف والفكرة لهذا الحدث الاستثنائي وهو يوم الاستشهاد الذي تحول الى نبراساً مشعاً يقتدي بهاالآلاف من الشباب اليمني المجاهد المقاوم للعدوان والتضحية بالروح والدم من اجل الدفاع عن كرامة اليمن وشرف وعزة مواطنية الكرماء ، إنها لحظة التحول الحقيقي في حياة الشعب كل الشعب ، والله اعلم منا جميعاً.

 

﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى