
سرة آل سعود أسرفت كثيراً في دماء اليمنيين
بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور
سرة آل سعود أسرفت كثيراً في دماء اليمنيين
لفت انتباه العديد من المتابعين للشان اليمني بان ما كتبه الصحفي الشهير/ روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت البريطانية ذائعة الصيت والشهرة في عددها الصادر بتاريخ 08/09/2016م، وأعادت وكالة خبر اليمنية بترجمته ونشره في يوم الجمعة بتاريخ 09/09/2016م، لفت انتباههم لحقيقة مُرّه بان المملكة السعودية ومشيخة الإمارات دمروا من المنشئات التربوية والصحية والبنى التحتية لليمن أكثر مما دمرته جيوش الولايات المتحدة الأمريكية في عدوانها على يوغسلافيا وأفغانستان مجتمعه !!! .
وبطبيعة الحال هذا الخبر اللافت لوحده يكفي بان يسمعه الأصم و يرى حروفه الأعمى ويفيق من هول صدمته ودلالاته الغائب عن الوعي، لماذا ؟ .
الولايات المتحدة الأمريكية حينما شنت كل حروبها ضد العالم ودوله المستقلة في أرجاء عديدة من الكرة الأرضية، اعتمدت على مبدأ البحث عن ذرائع ومصوغات لتبرير عدوانها (الأخلاقي) وربما الإستراتيجي وتكون وفقاً للتسلسل الآتي :
أولاً: لتبرير غزوها أمام الرأي العام الأمريكي ذاته لكي يظهر بانه يدافع عن مصالح مواطنيها.
ثانياً: يقنع حلفائه بأهمية هذا الحرب ولذلك تخوض غمارها .
ثالثاً: تبحث في غضون عدوانها عن مستقبل لعلاقاتها مع شعب الأرض الذي تدير فيه معركتها.
رابعاً: يتم تجهيز آلتها الإعلامية والعسكرية وخبرائها وعملائها على الأرض والدُمى السياسية لتقود لقادم الأيام لكي تحكم بعد مغادرتها الشكلية للوطن المدمر .
خامساً: أمريكا (USA) لم تقم بحرب في كل تاريخها المعاصر على الدول المجاورة جغرافياً ولكنها تشن حروب الوكالة في أمريكا اللاتينية تقريباً، عدى غزوها المباشر لـ (دولة بنماPanama ) وإختطاف رئيسها في ذلك التاريخ الجنرال/ مانويل نورييجـا – رئيس بنما – و نقله إلى أحد سجون أميركا .
وحتى في أقصى هذيان وجنون الرئيس الأمريكي السابق/ جورج بوش الإبن، حينما كان يردد للمقربين مِنْه ان هناك وحي إلاهي ينزل عليه من السماء ليأمره بإستكمال الحروب الصليبية المقدسة ضد بلدين إسلاميين هما أفغانستان والعراق، هكذا كان يبرر جنونه، فبأي تبرير أخلاقي ديني سيقدمه حكام آل سعود في قتل اليمنيين وتدمير اليمن، وحتى في يوم عرفه بتاريخ 11/09/2016م، وهذا يوم مقدس لدى عموم المسلمين، يواصل طيران آل سعود تحليقها وقصفها للمدن اليمنية ومنها العاصمة صنعاء، انه أمرٍ مثيرٍ للاشمئزاز والتقزز من هذا السلوك لدى مُعظم المسلمين بالعالم أجمع، وماحط تعجب!!!.
بطبيعة الحال فان قرار العدوان الذي شنتها أُسـرتي آل سعود و آل نهيان ضد الشعب اليمني كان مبني على تلك الحسابات التي اتبعتها أمريكا في كل حروبها، ولو راجع قليلاً مُهندسو ومُخططو هذه الحرب تلك (الذرائع) سالفة الذكر التي اعتمدها حليفهم الإستراتيجي، لراجعوا حساباتهم الف مره قبل ان يقع الفأس بالرأس كما يقولون.
هل يستطيعون اليوم تبرير كل هذه الجرائم المُرتكبة بحق الشعب اليمني وتدمير مقدراته امام المواطن العادي في كلٍ من نجد و الحجاز و القطيف و نجران بان حربهم هذه هي من أجل مصلحتهم ؟ .
هل يستطيعون الإستمرار في خداع الرأي العام العربي والمسلم في العالم بانهم يشنون الحرب ضد (أقلية مجوسية طائفية) مُحتلة لليمن، و انهم ما زالوا حماة وخَدم للحرمين الشريفين الطاهرين ؟
ألم يشاهد العالم كله ؟ والرأي العام في العالم العربي والمسلم ؟ بحقيقة قتلهم للأطفال والنساء والمسنين والعجزة في كل أيام السنة و في كل الأيام من (أشهر الحُرُم والتي كانت الحروب والغزوات تتوقف في عصر الجاهلية ما قبل الاسلام) وفي شهر رمضان المبارك وفي الأعياد الإسلامية وفي أيام النحر الثلاث أي أيام التشريق الثلاث، ألم تكن أبسط تعاليم الإسلام ان لا يقتتل المسلمين في هذه الأيام من العام، أم ان تعاليم الدين الإسلامي في مذهب و دين أل سعود وآل نهيان تبيح وتجيز لهم قتل اليمنيين وتدمير كل ما يتصل بحياتهم ومعيشتهم وحضارتهم !!! .
لقد تجاوز الظالمين المدى في سفك دماء أهلنا العزل المدنيين، و لم تعد كلمات و تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف ولا القيم الانسانية ذات معنى لدى صناع القرار الحربي في كلٍ من الرياض وأبوظبي .. لكن هل فكروا ولو لمرة واحدة في الخروج من المأزق اليمني و رماله المتحركة، وفي النتائج المترتبة على كل هذه الجرائم وبالعواقب الناجمة عن عدوانهم طال الزمن أم قصر؟.
أم انهم اعتمدوا على المعادلة الميكانيكية الساذجة التي هندسها خُبثاء السياسة الميكيافيلية ومفادها : (تحضير للحرب – البدء بالمعارك – الانتقال للحوار والحل السياسي – بعدها يأتي الحل في إيقاف الحرب والانتقال إلى مرحلة التطبيع وإعادة البناء والمصالحة) .
تاريخنا وثقافتنا العربية لا تقوم على هذه القواعد الميكانيكية الصرفة، لا لا لا بالمطلق، لان من يتذكر رفاة خصومه ويقيم عليهم الحد أما بإعادة المحاكمة عليهم أو بإحراق رفاتهم، ومن ثم يرقصون على وليمة النصر، هذا ما يجب ان يفهمه القاصي والداني ان اليمني البسيط لا يترك ثأره ولو بعد حين، وعلى صناع قرارات العدوان ان يفهموا كل معادلات الجغرافيا والتاريخ والسيكلوجيا اليمنية .
وعودة على بدء فان المستوى الإقتصادي والإجتماعي في كلا دولتي يوغسلافيا الإتحادية الأوروبية وأفغانستان كانتا أفضل حالاً وأعلى مستوى من ما هو عليه الوضع باليمن، ومع ذلك فان أمريكا (USA) في عدوانها على البلدين لم تقتل ولم تدمر كما فعلت المملكة السعودية ومشيخة الإمارات باليمن واليمنيين !!! .
و ان عدوان أميركا على يوغسلافيا الاتحادية هدفها المُعلن الدفاع عن الأقليات العرقية والدينية من التطهير العرقي، وتلك الأقوام نهضت بدواعي التحرر من هيمنة القومية الصربية، والهدف الخفي هو في تفكيك الدولة الإتحادية اليوغسلافية الموروثة من زمن الحرب الباردة، أما في أفغانستان الهدف المُعلن للعدوان هو محاربة الإرهاب والتطرف التي اُتّهمت بانها تأوي تنظيم القاعدة الإرهابي التي يرأسها الشيخ السعودي/ أسامه بن لادن المتهم بتوجيه مجموعة انتحارية قامت بتفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك في الحادثة الشهيرة باعتداءات ( ناين إليفن ) 09/11/2016م، أما الهدف الخفي فكان وضع اليد على موقع أفغانستان الإستراتيجي الواقع في قلب آسيا و محاولة متكررة لتدمير الروح الوطنية للشعب الأفغاني.
الخلاصة:
كانت ولا زالت الحرب العدوانية المتوحشة التي نفذتها أسرة أل سعود ضد اليمن واليمنيين تتنافى مع أدنى المعايير الأخلاقية في المجتمع الانساني، وانعدام القيم والمبادئ الإسلامية، وهي حرب عبثية لن تحقق لهم أية مزايا تكتيكية أو إستراتيجية، وبهذه الحرب قد أسست السعودية وتحالف (القادة الأعراب) بعدوانهم على الشعب اليمني، أسسوا لفصل جديد في تاريخ العلاقات بين الشعوب العربية ستكون خاتمة الدروس والعبر لحقبة رديئة في العلاقات الأخوية المزيفة .
وللتنويه فحسب فان ليس بين اليمنيين و مشيخة الإمارات المتحدة أية عدأوة من قبل ، ولم تسجل الذاكرة الجمعية لليمنيين، ولم تسـجل كتب التاريخ باننا قد إختلفنا في شيء، ولا زال المواطن اليمني في حيرة مما أقدموا عليه، والسؤال لماذا الإصرار على خلق عدأوة من العدم !!! .
انني في هذه اللحظات و الأيام المباركـة أهنئ كل المسلمين بعيد الأضحى المبارك، ونذّكر الجميع بان آل سـعود فرضوا هذه الحرب على الشعب اليمني للعام الثاني على التوالي، و المجاهدين من قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية يضعون شواهدهم على الزناد في لحظة يقظةٍ عالية دفاعاً عن الوطن، فلهم العيد يذكر، والشرف يجل والهامات العالية لهم تنحني إكباراً وإجلالاً لكل تضحياتهم، وعيد مبارك للجميع، والله اعلم منا جميعاً .
﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾
 
 
 
 


