البروفيسور بن حبتورالمقالاتمكتبة القلم

تاريخ التعليم في حضرموت

بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور

تاريخ التعليم في حضرموت

 

كتاب تاريخ التربية في حضرموت الوادي والصحراء هو كتاب جميل وشيق اختزل في ثنايا سطوره وصفحاته وفصوله، ذلك التاريخ المشرق لهذا الجزء المهم من وطننا اليمني الحبيب، وهو سِجل حافل يجد فيه القارئ اللبيب مبتغاة من كنوز العلم والمعرفة التي يفتش باحثاً عنها بين صفحات تاريخنا التليد .

لقد دُون في هذا السِفر الخالد إرث أبائنا الأولين الذين سطروا لنا أروع الآثار الأدبية والعلمية، وتلكم الملاحم الخالدة التي أثمرت من بين سفوح جبال ووديان وصحراء حضرموت ثقافة يشار إليها بالبنان، وسجلوا من خلالها في ظل حياة الاستقرار التي عاشها آنذاك الإنسان اليمني العظيم، معلقات الشعر ومجلدات العلوم وآلاف المخطوطات الإسلامية .

حقاً لقد أدهشني هذا المستوى العلمي والحضاري الرفيع الذي أثمره وأنجزه مجال التربية والتعليم في هذه المحافظة العريقة كفعل تراكمي وإبداعي وموروث حضاري خالد لأبناء تلك المحافظة، وذلك في أثناء مشاركتنا في عدد من فعالياتها العلمية والتربوية بصحبة الصديق الأكاديمي المخضرم أ. د/ محمد أحمد فلهوم مدير عام مكتب التربية والتعليم في حضرموت الوادي والصحراء في ظل قيادته الإدارية والتربوية المجربة والمتميزة .

حيث شهد مجال التربية والتعليم هنا تحت قيادته الرشيدة نهضة شاملة وتطوراً ملموساً تمثل في استنهاض الهمم وطاقات الإبداع لدى إنسان هذه المحافظة الخلاق، فـكـان هذا الإنجـاز الرائـع، فله جزيـل الثنـاء والتقديـر من قيـادة وزارة التربيـة والتعليم .

لقد قدمت الدولة اليمنية الحديثة ممثلة بوزارة التربية والتعليم دعماً سخياً ملموساً لتطوير مجال التربية والتعليم في هذه المحافظة، وقد كان الهدف المأمول من هذا الجهد والدعم السخي هو تحقيق استمرارية التطور التربوي التعليمي ذي الإرث الحضاري الغزير في هذه المحافظة فكان هذا المنجز الرائع .

وهنا أود أن أسجل ملحوظة شخصية حملتها معي منذ أن بدأت أولى سنين عمري في مرحلة التعليم الابتدائي في قريتي (غرير) في محافظة شبوة إذ تتلمذت على أيدي معلمين أكفى من حضرموت، أتذكر منهم أساتذتي الأفاضل الحبيب ـ الحبشي والحبيب العطاس والحبيب سالم بن سهل والأستاذ باضاوي لقد كان هؤلاء الأساتذة قناديل مضيئة في ذاكرتي منذ سنوات الطفولة الأولى وقد كانت حضرموت مصدراً يتدفق منها المعلمون والأساتذة الأفاضل الأكفاء إلى عــدد من محافظـات الجمهوريـة وأحسب أنها لا زالت كذلك .

لقد تجولت في رحلاتي المتعددة إلى حضرموت في مدارسها التاريخية مع زميلي الفلهوم، وذلك في كل من تريم الغناء حاضرة العلم والشعر والأدب، وسيئون الحاضرة السياسية اليوم، والقرن وشبام منارة التاريخ القديم وكذا الهجرين وخيلة بقشان …الخ وغيرها .

إن كل هذه المدن والقرى تتناثر كالنجوم على ضفاف وادي حضرموت الخصيب، حيث يوجد في كل مدينة وقرية منها معلم تربوي ذو صيت حميد وتاريخ طويل يمتد إلى مئات السنين وبعضها الآخر لعقود من السنين .

إن حضرموت اليوم تحظى برعاية دولة الوحدة اليمنية المباركة وتحظى باهتمام شخصي من فخامة الرئيس/ علي عبد الله صالح – حفظه الله – فلها التهنئة من كل القيادات التربوية بوزارة التربية والتعليم، والتقدير كل التقدير والاحترام لكل أولئك التربويين الذين سجلوا عبر التاريخ الطويل والذين لا يزالون يسجلون إلى اليوم أروع اللوحات في هذا المجال، ويحملون أفضل الرسالات ألا وهي رسالة العلم، رسالة الأنبياء والفلاسفة.

 

 

والله من وراء القصد ،،،

بواسطة
كتاب حضرموت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى