
تقديم كتاب ندوة احياء الذكرة المئوية لميلاد الأستاذ المفكر/ أحمد محمد نعمان(*)
بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور
تقديم كتاب ندوة احياء الذكرة المئوية لميلاد الأستاذ المفكر/ أحمد محمد نعمان
دأبت جامعة عدن في مناسبات عدة تُميطُ اللثام عن تراث العديد من المفكرين والعلماء والفلاسفة اليمنيين والعرب، بهدف إحياء الإرث العلمي والوطني والتاريخي والفلسفي والديني، لهؤلاء الأوائل الذين يفخر الوطن بهم وبوطنيتهم وبمواقفهم المشرّفة.
وقد انتهجت جامعة عدن باعتبارها مؤسسة تُعنى بالعلم والعلماء مضمار البحث والدراسة وتنظيم الندوات والحوارات العلمية وفتح آفاق جديدة للتعرف والتعريف بتراث رواد الفكر والوطن، وكانت مناسبة مرور مائة عام على ميلاد هؤلاء المفكرين فرصة لتحقيق هذه الغاية النبيلة.
إذ بدأت جامعة عدن في عام 2008م بإحياء مئوية الشيخ العلامة/ محمد بن سالم البيحاني، وفي هذا العام 2009م أخذت على عاتقها مهمة إحياء مئوية الأستاذ المفكر/ أحمد محمد نعمان، وسيكون العام المقبل 2010م عام إحياء تراث المفكر والأديب الكبير/ علي أحمد باكثير.
إنَّ هذا الأسلوب يجعل مناسبة مرور مائة عام على ميلاد هؤلاء الأعلام فرصة سانحة لكي يجتمع الأساتذة والمثقفون والمهتمون من مختلف المشارب الفكرية والثقافية وحتى السياسية لكتابة والتحليل في مواقفهم وأطروحاتهم وعطائهم الفكري.
وسيَلْ تفخلال هذه الأيام من شهر نوفمبر 2009م عدد من الباحثين والمفكرين العرب واليمنيين والمهتمين حول الطاولة العلمية للمؤتمر العلمي عن الأستاذ المفكر/ النعمان ليناقشوا ويمحّصوا ما كتبوهُ في جوانب حيوية عن النعمان، وذلك بعد أن وصل عدد الأبحاث المطروحة للتداول إلى مايزيد عن ثلاثة وعشرين بحثاً علمياً رصيناً ومحكماً، فهؤلاء الباحثون كتبوا تقريباً في كل مناحي حياة وسيرة النعمان.
فما هو الهدف من إقامة ندو ة النعمان :
أولاً: جامعة عدن هي جامعة وطنية تنويرية أخذت على عاتقها مسئولية إحياء تراث العديد من المفكرين اليمنيين والعرب، وكان هذا العام مناسبة مرور 100 عام على ميلاد النعمان.
ثانياً: لعب شخصية النعمان دوراً مهماً في تاريخ وطننا ليمني بدأت من مدينة تعز إلى زبيد وصنعاء مروراً بحجة ثم عدن والقاهرة المعز التي حصل منها على شهادة العالمية في مشيخة الأزهر الشريف.
ثالثاً: كانت مدينة عدن محطة مهمة من محطات نضال النعمان الشاق في جبهة التنوير والتصّدي للطغيان والجهل والتسلط للنظام الإمامي المتخلف على مقدرات الشعب، ولهذا فإن مدينة “عدن” وتعز اليمن الباسم احتضنت العديد من ذكرياته ونضاله وبطولاته، فقد شكلت عدن ملتقى للعديد من رموز الحركة الوطنية والتنويرية اليمنية من مختلف مناطق اليمن.
رابعاً: هذه الندوة هي جزء من توثيق التاريخ الحديث الذي ضاعت بعض فصوله وأجازوه خلال مراحل الإقصاء الفكري اليساري واليمني أبان مراحل التاريخ اليمني الحديث، وجامعة معنية من خلال أساتذتها بإعادة قراءة التاريخ وفصوله بغرض أنصاف هؤلاء المفكرين والنعمان أحدهم.
خامساً: النعمان كان أحد رواد التنوير في بلادنا وبالتالي مسيرته الطويلة والثرية والمصحوبة بالتحديات هي بمثابة دروس مهمة للأجيال المتعاقبة، وهذا هو الهدف النبيل لكل الندوات العلمية.
سادساً: كان النعمان وبما قدمه من كتابات ورؤى أساساً لهذه الحوارات الفكرية الثرية لجموع الباحثين الذين كتبوا وناقشوا وبحثوا في كل الجوانب تقريباً في حياة الأستاذ والمفكر النعمان، وبذلك فإن هذه الندوة وأبحاثها شكلت إضافة نوعية للتعرف على فكر النعمان.
سابعاً: كان لهؤلاء المفكرين ومنهم النعمان السبق في إيقاظ الوعي بالقضايا الوطنية الوحدوية، وهي قضايا لازالت بحاجة للعديد من الإثراء والإضافات لأن وعي الأجيال تجاه القضايا الوطنية يحتاج للتواصل والاستزادة وإشاعة النور على طريق مواصلة حمل الفكرة الوطنية من جيل آخر.
ثامناً: الأستاذ النعمان كانت له اهتمامات متعددة ومجال عطائها كان متنوعاً في الدعوة والفقه والفكر السياسي والثقافة والأدب، ولهذا فإنه لزاماً علينا الإحاطة بكل هذه الجوانب المهمة وتسليط حزمة ضوء فكرية على كل انجازاته، ولا ندَّعي أننا قد أحطنا بكل الجوانب والمحاور، بل إننا نزعم أسسنا لمنهج علمي محايد في التطرق للشخصيات والمفكرين في هذا الوطن العزيز.
لقد استفادت الجامعة من أجواء حرية الكلمة والفكر في بلادنا وتناولنا موضوع المفكر النعمان بكل حرية وتنوع وحيادية ولولا هذا النظام السياسي الديمقراطي الحالي لما استطاعت جامعة عدن أو غيرها من المؤسسات العلمية من تنظيم مثل هذا الحوار العلمي الجاد.
أنها الحرية والديمقراطية في وطن الوحدة اليمنية المباركة المحققة والمنجزة في 22 مايو 1990م.
هذا الوطن أصبح مفخرة لكل مواطن شريف ناضل من أجل الوحدة والتعددية، وكان المفكر النعمان أحد فرسان هذا الميدان الوطني المهم.
فالشكر كل الشكر لقيادتنا السياسية التي أمنّت لنا هذا المناخ الديمقراطي الحر بقيادة فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح “حفظه الله” الذي أشاع حرية الحرف والكلمة والفكر.
ونشير هنا أن هذه الندوة قامت بمشاركة ودعم مالي فاعل من الشيخ المهندس/ عبدالله أحمد بقشان، رئيس مجلس الأمناء بجامعة عدن، الذي قدم للجامعة ولطلابها وأساتذتها الدعم السخي في مجال دعم وتطوير البحث العلمي بمختلف صوره وأشكاله فله الشكر والتقدير.
والشكر موصول للجنة التحضيرية العليا لندوة النعمان واللجان العلمية والإدارية والإعلامية على كل ما قدموه من انجاز حقيقي في متابعة وانجاز ماقدم من أبحاث علمية.
كما نقدم التقدير والاحترام للباحثين والقييمين والفنيين وكل الجنود المجهولين الذين أسهموا في انجاز هذا العمل العلمي الرائع.
ولعلها محطة مهمة في جامعة عدن ومسيرتها العلمية الأكاديمية المتواصلة على طريق انجاز كل المهام الملقاة على عاتقها.
والله من وراء القصد ،،،


