البروفيسور بن حبتورالمقالاتمكتبة القلم

مقدمة كتاب الإدارة الاستراتيجية “إدارة جديدة في عالم متغير” (*)

بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور

مقدمة كتاب الإدارة الاستراتيجية “إدارة جديدة في عالم متغير” 

 

الإدارة الاستراتيجية إدارة الألفية الثالثة، موضوع في غاية الأهمية، ونحن في العقد الأول من القرن الجديد، مع الاتجاه المعاصر نحو العولمة، وما يترتب عليها من زيادة متنامية في درجات المنافسة منافسة متنوعة في صياغتها، معقدة في مساراتها.

فمدير الإدارة اليوم، ومدير المنظمة والمؤسسة عليه أن يكون في إطار الفهم التام المستوعب لأوضاع السوق المحلية، ومسار الأوضاع في الأسواق الأجنبية، كما عليه أن يراقب ويدرس عن كثب مدى الترابط بين جميع الأسواق، إن الاتجاه المتزايد نحو العولمة، مسألة إدارية لامفر منها، وواقع الأمر يؤكد أن هذا الاتجاه مرتبط بدرجة كبيرة وحيوية بالتأثير القوي للتطور في المنظومة التكنولوجية، وأثره في الصناعات والأسواق والشركات، هذا الأثر يفرض علينا إعادة تشكيل هذه الفعاليات بالصورة التي تنشط التعامل مع السوق العالمية، ومع التكنولوجيا المتغيرة بصورة مستمرة تعيد تشكليها وتأطيرها وتحتويها بإدارة تستوعبها وتستوعب العصر الذي تعايشه في [الإدارة الاستراتيجية] انبثقت وتبلورت من خلال هذه الحاجة فهي إدارة واقعية وعلمية، نبتت ونمت، ونضجت في أرض السوق، والتعامل، والصفقات، والبيئات الداخلية والخارجية.

نحن بحاجة إلى نمط جديد من الإدارة والمدراء هذه الحاجة فرضتها التطورات الجديدة للحياة الاقتصادية في العالم، وأثرت فيها، وفي الإدارة العليا ذاتها، وعلى الجميع الاصطفاف مع المنظمة وتقويمها ومساعدتها، إلى حيث تكون قادرة على توفير التوجه الاستراتيجي والقوة لخوض غمار المنافسة في السوق الحالية والمستقبلية.

ويقع على الإدارة الاستراتيجية ومنظومتها “الإدارة العليا” مسؤولية توفير النظرة المستقبلية للمؤسسة من خلال قدرتها على تتبع ورصد الأبعاد الجديدة للتغيير من حيث سرعته ومساراته، سواء على مستوى البيئة الداخلية أو البيئة الخارجية.

وحقيقة الأمر أنه توجد داخل كل منظمة مقومات للنجاح وأخرى للفشل، ومايميز منظمة عن أخرى هو مدى استفادتها من مقومات النجاح في تحسين فرص المنافسة في السوق.

والبوصلة وصمام الأمان في العملية كلها، تكمن في الإدارة الاستراتيجية فهي وحدها، قادرة أن تسلك باتجاه السفينة نحو شاطئ الأمان، لكونها تملك الرؤيا الواضحة والفلسفة الواقعية، والبديل الناجح القابل لأن يوضع موضع التطبيق.

لقد تزايد الاهتمام المعاصر بموضوع (الإدارة الاستراتيجية) وطرق إدارتها، وقد لازم هذا الاهتمام ظهور وازدهار الكثير من الدراسات التي عالجت مفهوم الإدارة الاستراتيجية وخططها، ومستوياتها، وصياغتها، وأوضحت الطرق المناسبة لتطبيقها بما يتلاءم إمكانيات المنظمات القائمة.

وفي ذات الوقت ازداد إقبال الطلاب وذوي الاختصاص على دراسة (الإدارة الاستراتيجية) المفهوم والصياغة والفلسفة والحضارة والبديل الاستراتيجي وتطبيقاته. وقد لمست هذا الاهتمام خلال سنوات التدريس لطلاب الدراسات العليا وطلاب البكالوريوس، في تخصص إدارة الأعمال في جامعة عدن، وطلاب الدراسات العليا في كلٍ من دولة الإمارات العربية المتحدة (أبوظبي، ودبي)، والمملكة الأردنية الهاشمية، الأمر الذي شجعني أن أضع هذا المرجع في الإدارة الاستراتيجية والهدف منه تقديم الإدارة الاستراتيجية ودراستها، في ميدان النظرية والتطبيق لجميع الأطراف المعنية الدارسين في هذا الميدان العلمي من طلبة الجامعات والمعاهد، وغيرهم من رجال الأعمال والمستثمرين والعاملين في مختلف المجالات الاقتصادية.

لقد استوعبت الدراسة أكثر المصادر والمراجع التي تناولت الموضوع سواء منها المصادر العربية، أو المصادر الأجنبية، لكن المهم في الموضوع، أن هذه الدراسة ركزت واستوعبت الإدارة الاستراتيجية في النظرية وفي التطبيق.

 

بواسطة
كتاب الإدارة الإستراتيجية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى