البروفيسور بن حبتورالمقالاتمكتبة القلم

مقدمة ملف الأبحاث العلمية للمؤتمر العلمي الأول لجامعة 21 سبتمبر الحكومية / صنعاء 

بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور

مقدمة ملف الأبحاث العلمية للمؤتمر العلمي الأول لجامعة 21 سبتمبر الحكومية / صنعاء 

 

أسعدني كثيراً الطلب المقدم من صديقي أ.د/ مجاهد معصار رئيس جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية في الجمهورية اليمنية / صنعاء، بأن أضع مقدمة لكتاب مؤتمرهم العلمي الأول بالجامعة، ذلك المؤتمر الذي سيكون له أثر هام في مسيرة الجامعة، وتضع المدماك الأول لهذا الصرح العلمي الهام والمميز ونشاطه البحثي في قادم الأيام.

وما ضاعف من سعادتي هو المحتوى العلمي الذي تبنته الجامعة في تقديم الأبحاث العلمية الطبية لمنتسبي الجامعة والجامعات اليمنية من أساتذة بمختلف الألقاب العلمية، وكذلك الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة.

تُشكِّل المؤتمرات العلمية في الجامعات بمثابة منصات عالية يقدم فيها الباحثون الجادون أفضل نتاجاتهم العلمية البحثية، وجهدهم العلمي التطبيقي والنظري الذي يميزهم عن اقرانهم من الزملاء، وبالتالي ذلك التنافس الشريف بين الباحثين ينتج عنه عمل بحثي تراكمي معرفي تشكل الثروة الحقيقية للجامعات على مستوى المؤسسات الأكاديمية وكذلك في التنافس بين الجامعات والمؤسسات البحثية الأكاديمية على مستوى اليمن برُمتها.

وهي كذلك مناسبة يلتقي فيها الباحثون بعضهم ببعض لكي يثروا معارفهم وخبراتهم في مجالات اختصاصهم العام والخاص، بل هي أيضاً مناسبة ذهبية لجميع الزملاء، كي يشكلوا فيما بينهم فِرَق التعاون العلمي البحثي، أو التعاون الثنائي بين الأفراد والأقسام العلمية وحتى الجامعات.

وللتذكير فإن بلادنا العزيزة اليمن تعرَّضت لعدوان خارجي لازال مستمراً مُنذ ثمان سنوات ونيف، وحصار شامل وصل حد الحصار العلمي من بعض (الأشقاء العرب) الذين كُنا نأمل منهم أن يكونوا لنا مدد في التعاون العلمي والفني والثقافي وحتى الإنساني، لكن حصل العكس للأسف، ولولا انفتاح الفضاءات الالكتروني الكوني لكنا تعرضنا لنكسة خطيرة في المجالات العلمية الطبيعية (البحتة)، وتضرر معها الجانب الصحي المرتبط بحياة المواطنين اليمنيين مباشرة.

ولهذا التحدي الكبير، استطاعت الجامعات اليمنية في زمن العدوان من أن تكسر الحصار وتحوله إلى فرصة للتطوير والتنافس والعمل البحثي الجاد، من خلال هذه المؤتمرات العلمية والأنشطة البحثية التطبيقية، والعمل الجاد في تأليف الكتاب الجامعي التطبيقي وخلافه.

ومن خلال مشاركتي المباشرة في العديد من المؤتمرات العلمية والمعارض الطبية العلمية والتجارية التي انعقدت في الجمهورية اليمنية في زمن حرب العدوان والحصار، لمست عن قرب مدى التنافس الجاد والقوي والصادق بين الباحثين الأكاديميين أنفسهم، والمجموعات البحثية الأكاديمية، وبين المسؤولين الأكاديميين عن هذا الحقل العلمي الهام في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبين المؤسسات البحثية الطبية الجامعية الحكومية والأهلية والخاصة، ذلك التنافس البحثي الشريف قد خلق حالة من التطور المنهجي والتطبيقي ورفع المستويات والنتائج إلى مراحل متقدمة في معظم المجالات، لأن الباحث الجاد يصنع من التحديات الكبرى فرص للنجاحات الكبرى، وهذا هو المعيار العلمي للتغلب على مجمل التحديات التي تواجه نشاطنا وعملنا ومؤسساتنا الأكاديمية المحترمة.

إنني اهنئ زميلاتي، وزملائي الباحثين الأكاديميين في الجامعات اليمنية على كل أنشطتهم العلمية، واهنئ الزملاء في جامعة 21 سبتمبر الحكومية على ما وصلوا إليه من مستويات علمية بحثية وتدريسية في مجال العلوم الطبية الصعبة، وسيشكل لهم ذلك المؤتمر العلمي الأول الهام فرصة كبيرة للنشر والترويج والتعميم لنتائج ابحاثهم العلمية الرصينة.

نحن في المجتمع اليمني سنستفيد بشكلٍ مباشر من خلال تلك النتائج العلمية الإيجابية التي ستطور من اداء وعمل ونشاط وعمليات أطبائنا الجراحية بكفاءة ومهنية وحرفية أفضل، وسينهضون بالمستوى الصحي في مستشفياتنا ومستوصفاتنا وعياداتنا الطبية للأعلى.

إن كفاءاتنا الطبية ستكون عند مستوى التحدي الكبير وسينجحون أبحاثهم ومؤتمراتهم العلمية إلى مستويات أرقى بإذن الله تعالى.

 

﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾

أ.د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور

رئيس مجلس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني / صنعاء

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى