البروفيسور بن حبتورالمقالاتمكتبة القلم

أعياد الثورة اليمنية مناسبات وطنية عظيمة

بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور

أعياد الثورة اليمنية مناسبات وطنية عظيمة

 

اليمن العظيم كان ولا يزال مهبط الثورات وأرض الأحرار، لأنها بيئة طاردة لأي نوع من أنواع الفساد السياسي والثقافي والاجتماعي، وهو لا يقبل (الجيف) الآدمية التي ترتمي في أحضان المستعمرين أيا كان نوعهم، ولذلك قاوم أجدادنا الأوائل المستعمرين من الأحباش بقيادة ابرهة الأشرم، مروراً بالاستعمار البرتغالي والتركي العثماني والبريطاني ومؤخراً الاحتلالين الأغرابيين (السعودي والإماراتي).

وبمراجعة سريعة لحجم تلك المقاومات الثورية الجماعية لليمانيين فإنهم كانوا جاهزون لتقديم قوافل من الشهداه بسماه نادر من أجل أن لا يحتلهم غاز قادم من خلف الحدود كي يفرض هيمنته باحتلاله لوطنه وأرضه ليصادر كرامته ، هكذا كان ديدن و هوى اليماني الحر منذ أسلافه الأوائل وحتى يومنا هذا.

يعيش اليمانيون في هذه الأيام لحضات مفعمة بالفخر وبالزهو بتلك الإنتصارات العظيمة التي تتحقق في : في جبهات المواجهة العسكرية والأمنية في الساحل العربي وما وراء الحدود وفي كل جبهات المواجهة مع دول تحالف العدوان وأعوانهم من الخونة والمرتزقة والمأجورين في أكثر من 47 جبهة مشتعلة ، كانت تلك الانتصارات المحققة بسواعد أبناء الجيش اليمني واللجان الشعبية والأمن وأبناء القبائل المتطوعين هي رد حاسم وشجاع على ما يقوم به أعداد الشعب اليمني من مجازر بحق الأطفال والشيوخ والنساء والمواطنين العزل ، وصيحة مدوية مزمجرة في وجه دول الاستعمار الغربي العالمي التي وفرت الغطاء السياسي والاعلامي والاستخباراتي واللوجستي للحرب العدوانية على اليمن ، إنها إرادة الله جل في علاه أن تجتمع معنا إرادة المقاتل اليمني الصلب لتحقيق كل تلك الانتصارات بعد ثلاثة أعوام ونصف من العدوان.

اليمن كل اليمن برمزيته التحررية تعيش إحتفالات ثورات اليمن العظيمة 21 سبتمبر 2014 ، وثورة 26 سبتمبر 1962م، وثورة 14 أكتوبر 1963م ، ونوفمبر 1967، كلها ثورات يمائية متواصلة جادت بارادة شعبية يمانية حرة، التطور وتراكم الخبرة الثورية وتصحح أي اعوجاج في مساراتها ، وبالتالي يحق لنا القول بأن لكل ثورة ميزة وخصوصية لكنها تتكامل في منهجها الوطني العام.

ماهي العناصر الوطنية المشتركة في كل هذه الثورات ؟

أولاً : جميعها قامت من أجل إقامة تنمية اقتصادية شاملة الخدمة الانسان ، وتبتعد عن استعادل الانسان لأخيه الانسان على قواعد إنسانية بيئة .

ثانيا : تحرير الانسان اليمني من عبودية الجهل والتخلف والأمية السياسية والأبجدية.

ثالثا : إقامة العدل والمساواة بين أفراد المجتمع اليمني كأساس للحكم العادل ، وجعل المواطنة المتساوية أساس القياس فاعلية النصوص الدستورية، والجميع متساوون في الحقوق والواجبات.

رابعاً : الشراكة الوطنية في السلطة والثروة وتقاسم القيم الجمعية الأخلاقية التي ورثها اليمن كل اليمن عبر تاريخه الطويل من الإنجازات الانسانية التراثية العظيمة.

خامسا : القاسم المشترك الجميع هذه الثورات هو الشرط السياسي الجوهري في مقاومة الاستعمار الأجنبي والإمامة السلطوية المتخلفة، وبناء نظام سياسي حر قائم على الشراكة الوطنية ، وبعيداً عن الاستفراد بالسلطة والثروة والجاه والسلطان

سادسا : فلسطين العزيزة والقدس الشريف هما بوصلة الأحرار في العالم أجمع، كيف بنا ونحن العرب والمسلمون الأولى أن تكون بوصلتنا الأخلاقية والتزامنا الأدبي والديني والقومي تجاه أهلنا المضطهدين والمهجرين الفلسطينيين ، التقاوم أسوا استعمار استيطاني شهدته البشرية . وهنا مربط الفرس. فإن من يقاوم المشروع الصهيوني هو ينتمي المعسكرنا ومن يدعم المقاومة الفلسطينية هو في صفنا، ومن يداهن ويحالف حكومات الولايات المتحدة الأمريكية حامي حمى النظام الصهيوني لن يكون اسرائيل الصهيونية بوضوح تام المقاومة التي تبدأ من طهران ، وبغداد ، وتمشق ، وبيروت ، وغزه وصنعاء هي من حملت لواء وبيرق الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني التاريخية . لأن الصراع مع العدو الصهيوني هو الصراع التاريخي والحقيقي بيننا وبين الصهاينة ، ما عداه بعد بالهامش و خارج النص أصاد

اما المعسكر الآخر الذي تشكل من عواصم دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول العربية والإسلامية وتمت المظلة القترة للولايات المتحدة الامريكية ، هدفها الرئيسي الحفاظ على الكيان الصهيوني مهيمنا على فلسطين ومنفذاً لما يسمى صفقة القرن سيئة الصيت والسمعة

سابعاً : ناصبت المملكة العربية السعودية العداء الدائم، مند اللحضات الأولى لبزوغ فجر الثورات اليمنية (سبتمبر 1962 وأكتوبر 1963، وتوفمبر 1967، ومايو 1990، وسبتمبر (2014) كانت ولا زالت تؤمن بأن نجاح التجرية الثورية في اليمن هو تهديد مباشر لها والمصالحها وقد يقوض عرض مملكتها ، ولذلك لم تسلم أية ثورة من أذاها ومؤامرتها ونسائسها.

جميع الثورات اليمنية صنعها اليمانيون الأحرار وقدموا فيها قوافل من الشهداء وصنعوا المنجزات العديدة للشعب ولهذا لن يتنازلوا عنها مهما كلف الثمن ، والله اعلم منا جميعاً.

وفوق كل ذي علم عليم

بواسطة
مجلة الجيش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى