دأبت معظم الأقلام التي حاولت أن تتناول أمور وأحوال اليمن أن تشعر القارىء أن الكتابة عن هذا البلد إنما هو بمستوى اكتشاف المجهول الذي ينم الحديث عنه أو حوله عن نباهة لا يتمتع بها إلا سليل الغزاة الغربيين وهذا يعود الى رغبة بعض أولئك الأوروبيين الغربيين في إشعار مواطنيهم بأن ما جاؤوا به انما يعتبر خارقاً للقدرات العادية ورغم أن الأوروبيين قد عرفوا خيرات البلاد قبل التعرف عليها وهو ما يكمن خلف التعريف بالبلاد واختيار الأسماء القريبة من ذهن بل ومن معدة المواطن الأوروبي
فاليمن هي أرض القهوة الشهيرة Great Coffee Land واليمن بلاد اللبان والبخور Fran Kilense واليمن بلاد المر صمغ راتنجي يخرج من ساق شجر المر(1) (Mypph) وهي العربية السعيدة (Arabia Felix) وهي جنوب شبه الجزيرة العربية (Arabia Peni Sula) عديدة هي الأسماء التي أطلقها الكتاب الأجانب وعديدة هي أخطاء العرب أو المستعربين الذين نهجوا نهج الغزاة حتى في صحافة عرب اليوم وعلى الأخص تلك التي تخرج في اجتهادها عن الحد المعقول بفعل
التمويل الموجه الذي يهييء لها إمكانات المروق والإدعاء بمعرفة الحقائق من المنظار الأوروبي القديم أو من ضفاف المصالح الأوروبية ذاتها أو من باب الدس والافتراء ، والتصرف غير المسؤول وعلى الأخص عندما يكون التصرف في نتيجته الواضحة لصالح العدو الصهيوني ، كمحاولتها لتسريب أنشطة المنظمات الصهيونية الهادفة الى تهجير بقية اليهود اليمنيين وذلك بصورة التشكيك في نوايا ووقائع السياسة الداخلية ، لليمن والاشارة / ولو من بعيد الى امكان دفع اليهود الى الهجرة الاجبارية مقابل حفنة من الدولارات وعلى الأخص أن هذه الدسائس جاءت والأجواء العربية مشحونة بالغيظ والغضب جراء فعلة الرئيس السوداني السابق جعفر النميري وتورطه في عملية تهريب يهود الفلاشا» عبر السودان من أثيوبيا إلى الأرض المحتلة بعد تجميعهم في معسكرات أقيمت خصيصا لهذا الغرض في الأراضي السودانية وبمعرفة نميري ، وكل المستفيدين
إن عوامل الهجرة اليهودية المعاكسة من فقر وتفاوت اقتصادي واجتماعي وضغوط طائفية وارتفاع في الأسعار وانعدام السكن وزيادة الشعور بضرورة التحرر من الخوف والظلم ، واكتشاف الخدعة ، اضافة الى مبادرة الأقطار العربية الدعوة يهودها للعودة الى ديارهم الأصلية كل هذا يدفع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية معا الى قطع الطريق .. بعدة أساليب منها الاشاعات المغرضة حول البقية الباقية من اليهود الذين يرفضون التهجير كلما تطور وعيهم وزاد فهمهم للمصالح الدولية التي غرست هذا الكيان الغريب في قلب الوطن العربي ، ليكون القاعدة والحامية للمصالح الغربية في المنطقة ويكون يهود المنطقة وقودها من حيث لا يعلمون ، وأهم هذه المصالح استمرار الفوضى والقلق
والاضطرابات في الدول العربية والمجاورة
وعلى مدى هذا الوجود الغريب على الأرض العربية نجد مهمته واضحة بل مستمرة الفعل والوضوح باتجاه خدمة المصالح الغربية رغم أن العدو الكبير لليهود كان ولا يزال تلك الدول الاستعمارية ذاتها ، بل إن المآسي اليهودية ، كانت دوما من صنع تلك الدول التي جاءت باليهود الى المنطقة لتجعلهم بؤرة صراع مستمر