المقدمة
والحمد لله السميع العليم، القدير على كل شيء والمحيط بكل شيء وصلى الله عليه وسلم سيد الدعاة وأمام الرعاة سيدنا محمد وعلى آله واصحابه أجمعين.
(( منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عُهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مِّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مِّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدِّلُوا تَبْدِيلًا )). ( الاحزاب (٢٣) صدق الله العظيم
كل إنسان يتعرض في وقت من الأوقات لأن يفقد شخصاً عزيزاً عليه، فالموت من الحقائق الثابتة في هذا الكون ولا يمكن لأحد أن ينكره، فسبحان الله الحي الذي لا يموت، ففي هذه الحياة تتوالى النكبات وتزداد الحوادث وتمر بالانسان مصائب واهوال قد لا يستطيع لها دفعا وقد تذهلة وتفقدة صوابة ولكن المؤمن يعتصم بالايمان ويلتجى الى ركن ركين فيؤمن بالقضاء ويصبر عند الابتلاء فيخفف عليه وقع المصيبة ويهون عليه محن الدهر ولسانه يقول انا لله وانا
اليه راجعون
هذه هي الحياة الدنيا أن اضحكت يوما أبكت أياما وأن صفت ساعة كدرت أعواما والإنسان
يتقلب في غمراتها بين فرح وترح وصفاء وكدر وسرور والم وليس له الا الصبر والتسليم:
(( وبشر الصابرين (١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أَوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)).
(البقرة : ١٥٥ - ١٥٦) صدق الله العظيم
لقد ترك رحيل الفقيد فراغا فينا من الصعب ملاءة والما بالغا وحزنا كبيرا فقد كان الفقيد
ركنا اصيلا في عائلتنا وقريبا من الجميع وأبا روحيا لنا وسندا ومرجعا في كل صغيرة وكبيرة ستبقى بصماته تشهد له حزنا لفراقة لكننا سنظل اوفياء وسائرين على القيم والاصالة التي تربينا عليها منه لكن هكذا هي الدنيا تمر أيامها بسرعة ولا يبقى سوا الاثر الطيب والكلمة الطيبة والبصمات الخالدة والعلم النافع وهذا ما سيجعل الدكتور راسخا في اذهاننا ندعو له بالرحمه ونسير على خطاة رحم الله فقيد الوطن وفقيد شبوة وفقيد الإنسانية الدكتور صالح ناصر باعوم.
لقد علمتنا الحياة أن كل إنسان منا يأتي لهذه الحياة صارخا ويغادرها مبكيا عليه. ولقد بكيناك بفيض من الدمع عزيزنا الغالي د. صالح ومازلنا جد محزونين لفراقك ولانملك غير الدعاء لك بالرحمة والمغفرة والرضوان ولانقول الا مايقول الصابرين انا لله وانا اليه راجعون.