أسرة الفقيد / أحمد مساعد حسين

مقدمة

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين: حينما يرحل العظماء وصناع المجد وعمالقة السياسية عن الحياة الدنيا إلى دار البقاء، غالباً ما يتركون إرثاً زاخراً من منجزاتهم ومواقفهم ومآثرهم وتظل هذه المآثر منحوتة في جبين التاريخ، يذكرها الناس وتتناقلها الأجيال على مر الأزمان. وقد أنجبت محافظة شبوة واحداً من طراز هؤلاء الرجال وهو فقيد الوطن الرمز المناضل اللواء / أحمد مساعد حسين الذي ترجل عن الحياة الدنيا وانتقل إلى جوار ربه في يوم الاثنين الموافق ٢٠٢٤/٤/٢٩م بعد مسيرة حياة مليئة بالكفاح والبذل والعطاء والنضال الوطني العظيم في مختلف الميادين العسكرية والأمنية والسياسية والاجتماعية، هذا القائد الملهم والسياسي المحنك الذي يعد واحداً من رموز الوطن وصناع مجد اليمن وهو من تبوأ مكانة رفيعة في أكثر من موقع ومنصب وأينما حل ظل متمسكاً بالرقم الصعب في مختلف المعادلات والحسابات السياسية وفي مختلف المراحل والتحولات والمنعطفات الوطنية قد ترك إرثاً زاخراً يستلهم منه الأجيال كل معاني ودروس الحياة في الكفاح والنضال والصلابة والشجاعة والحكمة والحنكة والدهاء.. وتخليداً لذكرى هذا الهامة الوطنية والشخصية الشبوانية المرموقة ومن أجل توثيق جزءًا من مأثره وبصماته جاءت الغاية والهدف من إعداد وطباعة وصدور هذا الكتاب الذي يدون فقط جانباً بسيطاً من شخصية الفقيد وصفاته وسجاياه وإبداعاته ومواقفه وذلك من خلال سرد نبذة مختصره من سيرته الذاتية واستعراض ما تم استحضاره من منجزاته العملية في بعض المناصب القيادية التي تقلدها وكذا أدواره في الجانب الاجتماعي وتجميع ما كتبه أصدقائه وزملائه ومحبيه ومعارفه ومن عاصروه في مقالات وقصائد الرثاء، وحيث أن الفقيد لم يكن ذو حنكة سياسية وإدراية فحسب وإنما كان أديباً

شاعراً ومثقفاً فقد حرصنا على أن تحتوي صفحات هذا الكتاب على بعض لمساته الشعرية واخترنا عدداً من قصائده الهادفة وكذا بعض المساجلات الشعرية مع عدد من الشعراء ونظراً للكم الكبير من قصائد الفقيد المتنوعة في شتى المجالات والمواقف والمناسبات ستكون هناك إصدارات لاحقة تشمل جميع القصائد التي لا يتسع المجال لتدوينها في هذا الكتاب التأبيني فهي بحاجة إلى كتب ودواوين خاصة بها وكذلك شمل هذا الكتاب في طي صفحاته جزءاً من المقولات والحكم المختصرة التي كتبها الفقيد خلال مسيرة حياته، وفي الأخير يستعرض هذا الكتاب صوراً فوتوغرافية خلال مراحل

حياته.

 

وبهذا يتم وضع القارئ على جزء بسيط من مآثر ومواقف وشخصية رمز من رموز النضال وهامة من هامات اليمن الذي صنع شخصيته من ميادين الكفاح

 

والشرف فقد كان نبراساً يتوج فوق رؤوس كل الشرفاء وعنوان للشجاعة والإقدام يدون في قلوب كل الأحرار وقائداً ومعلماً ينحت في عقول كل الأجيال ولهذا أحمد مساعد حسين فمهما كتب في حق هذا الثائر المناضل الغيور الباسل الشجاع لا يوفيه حقه كما يليق به فالموت حق ولا يبقى سوى الأثر الطيب والمآثر الخالدة التي تظل منحوتة على الصخور في وجدان وقلوب وعقول

 

تظل المعاني والجمل ناقصة غير مكتملة حين يلوح في الأفق ذكر اسم اللواء

 

الأجيال فلقد ترك خلفه ما يتناقله الأجيال دهراً.

 

رحم الله فقيدنا وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته..

التعليقات ( 0 )

لا يوجد تعليقات على هذا الموضوع

اضافة تعليق جديد