البروفيسور بن حبتورالمقالاتمكتبة القلم

تقديم كتاب الحديدة / تهامة الأرض والإنسان

بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور

تقديم كتاب الحديدة / تهامة الأرض والإنسان

 

للكتابة عن تهامة الإنسان والطبيعة معنى وطعم خاص لدى الكاتب والقارئ على حدٍ سواء، لأن الطبيعة هناك تتميز بتنوعها البحري الصاخب والساحلي الأخاذ والحقول الخضراء التي تسر الناضرين، تهامة هي رئة اليمن الجبلية ومصدر خيراتها وثرائها وتراثها، لأنها مخزوناً ساحراً لكنزٍ ثمين من العلوم الدينية الاجتهادية التاريخية لمدينة زبيد الخالدة، وهي كذلك مصدر غذاء أساسي لليمنيين في السهل والجبل من بطون حقولها الشاسعة المترامية الأطراف التي تتميز بها، وهي كذلك مصدر خير من شجيرات المانجو والنخيل وبقية الأشجار المُعمّرة التي تتزين بها هذه الجغرافيا الاستثنائية من تضاريس اليمن العظيم، وهي منطقة دفئ حاضن لجميع زوارها من اطراف اليمن، ولا يمكن أن نتجاهل موانئها الحيوية التي شكّلت مُنذ فجر التاريخ مصادر خير للحياة بكل اشكالها في منطقة تهامة واليمن عموماً، ولا يمكن أن ننسى ما قدمته تهامة اليمن من المفكرين، والعلماء، والمجتهدين، والإعلاميين، والمثقفين، ورجال المال والأعمال ونخبة مثقفة جميله هي مفخرة للوطن كل الوطن.

 

اليمن ستظل تذكر كل الخير والاعتزاز لتهامة، الإنسان، الثروات، والتضاريس والتاريخ، ولذلك فإن كتاب صديقنا العزيز الإعلامي/ وليد علي غالب، بعنوان [شخصيات من عبق تاريخ الحديدة]، الذي ركّز فيها على مجموعة من الشخصيات الأدبية، والفكرية، والإعلامية ورجال المال والأعمال، ومن القامات الإدارية والسياسية الوطنية، وكان كتابه بحق توثيق لكل تلك الشخصيات الهامة التي عبرت من على رمال تهامة وتركت آثار ايجابية في التجربة اليمنية برمتها.

 

الحديدة كأي مدينة ساحلية في العالم دائماً ما تكون موئل لهجرات الشخصيات الطامحة لغدٍ أفضل، ومستقبل مشرق خاص بها، ولذلك وجدناها مدينة تستقطب وتجتذب إليها الإنسان التهامي، والحضرمي، والصنعاني، والمأربي، والعدني، والتعزي والسقطري، بالإضافة إلى مواطني الضفة الغربية للبحر الأحمر والساحل الإفريقي، هكذا هي المدن الساحلية على مستوى المنطقة وحول العالم عادة ما تكون مصدر جذب لكل الناس الطامحين والجادين الشطين من جميع بقاع الأرض.

 

يظل الإنسان الفاعل هو محور أساس لتطور الأمكنة والمدن في هذه الحياة، والإنسان “الحديدي / التهامي” كان له صولات مُنذ فجر التاريخ في الاجتهاد، والفكر، والعلوم الشرعية وخلافه، والتركيز على الإنسان هي مسألة محورية لأي نظام سياسي. وعلينا عدم نسيان تطوير المؤسسات الثقافية والعلمية والاكاديمية لأنها مؤسسات تصنع وتنمي الفكر والعلوم، وأن تُدرس بعنايةٍ ومسؤولية احتياجات وتطلعات وطموحات المواطن التهامي من قِبَل أصحاب القرار السياسي والإداري في الوطن، وأن يتم منع تكرار مصادر الضيم والظلم مرة أخرى لهذا الجزء العزيز من اليمن العظيم.

 

 

 

﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾

 

 

أ. د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور

رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اليمنية_صنعاء

الأربعاء – 18 يناير 2023م

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى