
كلمته في كتاب شهاب تألق في كبد السماء
بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور
كلمته في كتاب شهاب تألق في كبد السماء
كم هي الحياة قصيرة في مشوارها الإنساني، وكم هي الحياة محدودة القضاء الزمني للإنسان
وكم هي أحياناً محبطة لآمال وطموحات الطامحين الذين فضلوا مبدأ العطاء عن الأخذ.
إن من يعرف د.صالح محمد الصائلي لاشك أنه قد صدم لهول كارثة الوداع التراجيدي حيث خسرناه جميعاً أفراداً ومؤسسات ومجتمعاً.
لقد كان قامة علمية وثقافية وإعلامية عالية نشهد جميعاً أننا كنا مبهورين بعطائه السخي الدافق الثري.
لقد كان يختزل الزمن بإصرار ويسابق إيقاعاته المتسارعة بعطاء وافرٍ في حقول تخصصه ومجالات الإبداع الاخرى الإعلامية والثقافية والإبداعية.
لقد حمل طيلة سنوات عمره القصيرة فكراً عروبياً أصيلاً استمده من بيئة ريفية قاسية، هي ريف شبوة الأصيلة حاملاً هذه البذور النقية إلى واحات الإبداع في صنعاء وعدن وجامعة عدن بالذات وبغداد بجامعاتها العريقة وصحيفة الأيام كلها ساحات ملهمة للإبداع، وكان نتاج ذلك صالح الصائلي الأستاذ الجامعي والمفكر الألمعي.
نحن نردد مع كل محبي فقيدنا الغالي أنه رحل مبكراً وكنا نامل أن يستمر بعطائه المميز يثري حياتنا الجامعية والثقافية والإعلامية، لكنها إرادة الله سبحانه وتعالى.
رحل عنا وترك لنا أعمالاً علمية مهمة هي أطروحاته للماجستيروالدكتوراه وكتاباته العذبة، علينا مسؤولية الحفاظ عليها وطبعها وتوزيعها تعميماً للمعرفة.
استهوتنا جميعاً كل كتاباته وأفكاره إذ قرأنا هذا المفكر الشاب بإعجاب جم ومنذ زمن مبكر، ولازلنا نحن في جمعية رابطة أصدقاء جامعة الدول العربية في اليمن نستمع بعذوبة خالدة لأشعاره وأفكاره بل ومثله الراقية، واناقته اللافتة عندما كان يقدم مهرجاناتنا التضامنية مع شعب العراق الذي أحبه وفلسطين التي كتب وحاور لها سنين عمره في مقالاته، وللأمة العربية كلها التي تعتز دوماً بتراثها ومفكريها ويتألم لحاضرها.
ستظل كل زاوية في كلية التربية عدن وكلية الآداب وديوان رئاسة جامعة عدن وفي ساحات عدن، وشبوة وغيرها من المواقع تذكرنا بهذا المفكر الشاب، نتذكر صدى الصوت الرخيم، والايجادات العميقة المعنى وثراء لغته العربية النقية وثقافته الأصيلة ومواهبه المتعددة بالخطابة والإلقاء والثقافة كل هذا فقدناه نعم لكننا لم ولن نفقد تراث وفكر صالح الصايلي الذي سيعيش بيننا ويتفاعل معنا إنها رسالة المفكر الخالد.
إن حزننا عليه لا يوصف ولكن عزاؤنا ان ترك الفكر والخلف الصالح كما كان يردد لنا رحمة الله عليه هن (زهراتي الثلاث) بناته، وزوجته العفيفة ،واهله وذويه، ومحبيه، كل هؤلاء، هم عزاؤنا أننا لم نخسر الصايلي بعد.
وسنظل نردد قول المولى عز وجل في قرآنه الكريم(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


