البروفيسور بن حبتورالمقالاتمكتبة القلم

لماذا الإستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي

بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور

لماذا الإستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي

بقلم/ أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور

نائب وزير التربية والتعليم

يوميات الثورة

    لقد شكلت عملية تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وقيام الجمهورية اليمنية في 22مايو 1990م المقدمات الأولى لبدايات مرحلة جديدة من عملية النهوض التنموي، في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وفقاً لرؤية إستراتيجية تلبي مختلف الاحتياجات الأساسية لمتطلبات التطور والتقدم بما ينسجم والنهوض المتسارع للتقدم العلمي والتقني الذي يشهده العصر الحديث.

وعلى هذا الأساس، اعتمدت دولة الوحدة الفتية عند قيامها، مبدأ التخطيط العلمي بعيد المدى، لمختلف مشروعات عملية التنمية الشاملة، من أجل إحداث نقلة نوعية في تحديث مجمل هياكل المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدولة الوحدة بما يؤمن تحقيق التقدم لمختلف القطاعات بصورة متناسقة ومتوازية، وانطلاقاً من هذا الهدف الذي أرست قواعده دولة الوحدة، بقيادة وحكمة فخامة الأخ الرئيس القائد/ علي عبدالله صالح، باني نهضة اليمن ومستقبلها) شهدت اليمن في ظل الوحدة اليمنية المباركة كنتاج طبيعي ومنطقي للتوجه السياسي والاقتصادي لعمليات البناء التي اشتمل عليها برنامج المؤتمر الشعبي العام، تحقيق العديد من الإنجازات في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لم تشهدها اليمن من قبل.

فعلى صعيد قطاع منظومة التربية والتعليم، ورغم ما ورثته دولة الوحدة من نظام تعليمي، ومناهج تعليمية تشطيرية، بالرغم من جهود ومساعي لجنة الوحدة المكلفة لقطاع التربية والتعليم في توحيد المناهج، فضلاً عن انتشار مدارس ومعاهد تحفيظ القرآن التي هي الأخرى، كانت تشكل إحدى أهم أبرز المعوقات أمام إحداث أي تطور نوعي في منظومة التعليم، والمعول عليها الإسهام بدورها في خلق الأجيال المتسلحة بالعلم والمعرفة وبقيّم ومثل الشخصية، والهوية الوطنية التي بمقدروها خوض معركة البناء بجدارة واقتدار، والانتصار للمستقبل.

وأمام هذه الأوضاع، وشحة الموارد، وفقدان روابط الصلة لمخرجات منظومة التعليم العالي والفني والثانوي والأساسي في ما بينها، والأخذ بمتطلبات واحتياجات قضايا التنمية، وسوق العمل، فقد شهد هذا القطاع تحقيق العديد من المنجزات الكبيرة، حيث تم توحيد المناهج ودمجها وإلحاق المدارس والمعاهد الدينية، بمنظومة التعليم الحكومي، وتوسيع رقعة انتشار المدارس، وتشجيع تعليم الفتاة، الأمر الذي شكل دافعاً قوياً للقيادة السياسية، وقيادة الوزراء، للتفكير والشروع في إعادة تصحيح المسارات التعليمية، وتحديد ملامح المستقبل للتعليم في اليمن، على ضوء التقييم العلمي الشامل لتجربة التعليم، وما تحقق له من نجاحات، والصعوبات التي رافقتها، والطموحات التي تأملها منه لتشكل الرؤية المستقبلية لتحسين وتجديد التعليم، للمرحلة الأساسية وقد أثبتت التجربة المحققة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم الأساس 2002 – 2015م مدى النجاحات الباهرة، الأمر الذي شكل حافزاً لدى قيادة الوزارة لإعادة تصحيح مسار التعليم الثانوي باعتباره يمثل حلقة الربط التي تتوسط التعليم الأساسي والتعليم العالي.

وعلى مدى العامين الماضيين، جرت عملية الإعداد والتحضير لإعداد وثيقة الاستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي (2007 – 2015م) كحاجة ملحة، ترمي من خلالها إلى تحقيق جملة من الأهداف، أبرزها: تعزيز روح المسؤولية لدى الجميع تجاه التعليم الثانوي، لما له من أهمية بالغة في هذه المرحلة، والمراحل اللاحقة، لارتباطه بتحقيق البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح، الذي ركز على أهمية تطوير وتحسين التعليم الثانوي كماً ونوعاً، يساعد الطلاب على الالتحاق بالتعليم الجامعي.

وعلى هذا الأساس ينعقد المؤتمر التربوي الأول للتعليم الثانوي، في العاصمة صنعاء في الفترة من(17 – 19) يوليو العام 2007م ليقف أمام وثيقة الإطار لمشروع الإستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي، التي اشتملت على عدد من المحاور التشخيصية لجوهر ومضمون التعليم الثانوي، على صعيد الوضع الراهن، والتحديات التي تواجهها اليمن في هذا القطاع. كما اشتملت الوثيقة على رؤية علمية معمقة، لنوعية المناهج والبرامج التعليمية، والمعلم، والعناصر المساعدة، والتوزيع العادل لفرص التعليم الثانوي، وقد حددت بالإضافة إلى ذلك الخطة الزمنية لتنفيذ الاستراتيجية.

وفي حقيقة الأمر فإن وقوف المؤتمر أمام هذه الوثيقة بجدية سوف يضعنا أمام مسؤولية كبيرة على مدى 15 عاماً، لتحقيق كامل الأهداف والمنطلقات التي سوف تنقلنا إلى أجواء رحبة. ليس على صعيد اليمن، بل وعلى الصعيد العالمي وستعزز ثقتنا بالدول المانحة وغيرها، وستطور برامج ومجالات التعاون إلى مستوى الشراكة معها.

بواسطة
صحيفة الثورة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى