البروفيسور بن حبتورالمقالاتمكتبة القلم

د/ عبدالحكيم علي أحمد الحامد استشهاد في محراب التربية

بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور

د/ عبدالحكيم علي أحمد الحامد استشهاد في محراب التربية

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. أما بعد ..

 

ها هي يد المنية تخطف فجأة من بيننا صديقنا المرحوم الحبيب د/ عبد الحكيم علي أحمد الحامد وهو في عِز مجده وشبابه وازدهار عطائه، خطفته يد الأقدار وهو يؤدي فريضة العمل المقدس في محراب التربية والتعليم عندما كان عائداً من افتتاح المدرسة الثانوية في إحدى مديريات المحافظة، إن موته شهادة نسـأل الله أن يتقبله كالشهداء العظام الذين يفنون حياتهم من أجل قضية حية معها (التربية والتعليم). فقد كان شاباً طموحاً متحمساً للعمل صادقاً في التعامل.

 

إن من زاملوه في مدة الدراسة يؤكدون لي بأنه مشروع عالم قادم في تخصصه، إذ حصل على درجة الدكتوراه في روسيا الاتحادية بدرجة امتياز، ملتزم، منضبط، جاد. هذه الصفات التي نبحث عنها دوماً في الطالب والمسؤول الموظف والقيادي في كل واحدٍ مِنّا، يجب البحث عن الصدق والجدية والمثابرة، لأنها هي مفتاح النجاح وليس هناك شيء غيرها.

 

كنت في إحدى صبيحات مدينة المكلا – محافظة حضرموت، عندما زارني الأستاذ/ سالم عوض باهرمز، وعرض علي موضوعه، و قلت له سنتواصل مع الدكتور/ الحامد، علّنا نجده، و فعلاً تم الاتصال به، و رن هاتف شهيدنا المرحوم/ عبدالحكيم، و عرفت منه أنه يستعجل العمل كي يسافر إلى صنعاء للمشاركة في ورشة عمل تقيمها الوزارة.

 

وطلبت منه الاعتناء والاهتمام بأستاذنا/ باهرمز، و قد أبدى استعداده الكبير، و كانت هذه آخر الكلمات الصادرة منه، انشغلنا بهموم الحياة بعد ذلك ومترتبات العمل، وبعد ساعة سمعنا بالكارثة والمصاب الجلل.

 

وكان وقع الخبر علينا كالصاعقة، لأن الحامد رحمه الله، كان إنساناً مميزاً قبل أن يكون مسؤولاً، كان يحمل في عقله وقلبه الشاب هموم هذه المحافظة المثقلة بالهموم، هموم التريبة الكبيرة، وكان لديه الطموح الكبير في عمل الشيء الكثير للمحافظة وللأجيال، ولكن القدر قد سبق وأتى بما لم يكن في الحسبان رحمه الله، إن الموت حق وحكمة في آن، حق علينا الاعتراف بمرارته وحكمته للأحياء للاتعاظ والاستفادة من رحلة الحياة الفانية.

 

نحن المثقفين ممن عرفناه و زاملناه، علينا تسجيل ذكرياتنا معه، وتوثيق تاريخه وتسجيل عطاءاته العلمية في أهم مفاصل مسيرته القصيرة الثرية بالعطاء.

إن العمر لا يحسب بعدد السنين، بل يحسب بالعطاء الإنساني خدمة للإنسان، إن من الواجب علينا وفاءً لرحيل الدكتور/ عبدالحكيم، أن نعمل على توثيق أعماله البحثية وأطاريحه العلمية وترجمتها إلى اللغة العربية التي ستكون واحدة من علامات احترامنا وتقديرنا له، و لإرثه العلمي كي يبقى شاهداً للأجيال على فكره و آرائه العلمية والثقافية.

 

علينا الانتقال من النحيب والعويل والبكاء على الأطلال، إلى فعل عملي متحرك وحي بالاتجاه الذي يخدم المنطقة والوطن، هذا العِلم الذي سينفع روح حبيبنا الشهيد/ الحامد، عند الخالق عز وجل، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقةٌ جارية، أو عِلمٌ ينتفع به، أو ولدٌ صالح يدعو له).

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته …

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى