
تقديم كتيب مشروع تطوير التعليم الأساسي
بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور
تقديم كتيب مشروع تطوير التعليم الأساسي
إنه لمشروع جديد وعمل جديد وجهد يضاف إلى كل الجهود التي سبقت في مضمار النشاط التربوي الطويل والعمل الشاق والجهد المثابر، إنها ديمومة الحياة المتجددة بكل آلياتها وروافدها، إنها المرحلة الخالدة للإنسان وهو يبحث عن الجديد في المعلومة والمعرفة منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا.
إن اليمنيين هم من بين أقدم الشعوب التي اخترعت الحرف والكلمة لتوظيفها في سياق مجرى حياتها، اخترعوا الخط المُسند لتسجيل مفاصل حياتهم المعيشية آنذاك، وسجلوا للتاريخ الإنساني مرحلة هامة من تاريخه بحروف كُتبت على الحجر والطين والفخار وعلى قطع الحديد، إنه الإرث الذي خلفه الأجداد للبشرية بواسطة الكتابة والحروف. نحن إذاً شعب محب للتعليم، عاشق للثقافة وطامح للتطور، صنع المدرجات على سفوح الجبال المعطاءة وبنا الجسور والسدود وكلها مؤشرات لإنسان يعشق الاستقرار ويتفانى في العمل.
واليوم يأتي هذا المشروع الهام، مشروع تطوير التعليم الأساسي في بلادنا بدعم سخي من أصدقائنا في المملكة الهولندية والمملكة المتحدة ومن أصدقائنا في البنك الدولي.
يأتي هذا الدعم السخي لبلادنا لكونهم قد لمسوا اهتمام الدولة والمجتمع بالتعليم ويتمثل اهتمام الدولة من خلال ما يصرف على التعليم، وبما يصل نسبة الـ 7.5% من الناتج الاجتماعي الإجمالي، و 20% من الموازنة العامة للدولة، ونظراً لاقتناع أصدقائنا المانحين بأن ما يقدمونه من دعم لهذا المشروع سوف يصل إلى بسطاء الناس في أرياف الوطن في شبوة وصنعاء وإب وأبين وحضرموت وتعز ولحج وصعدة وعمران والضالع وريمة والمحويت، كما أنه سوف يصل بإذن الله تعالى إلى كل قرية تحتاج لمثل هذا المشروع الهام في بلادنا.
إن هذا المشرع سيصل إلى قرى لأول مرة يصل إليها التعليم، وذلك من خلال استخدام بيانات الخارطة المدرسية، وبالتالي فإنه سيكون لهذا المشروع صدى واسعاً، وتأثيراً هاماً على التعليم في كل محافظة، ومديرية، ومركز في الوطن.
إننا نتطلع مع أصدقائنا المانحين في هذا المشروع وغيره إلى تحقيق التالي:
الاستمرارية في سير العملية التعليمية، والتطوير والتجديد، برؤية تربوية يكون لها تأثيرها في سوق العمل وفي كل مظاهر حياتنا، وبما ينمي مهارات الإبداع والتفكير العلمي والاستفادة من التقنيات الحديثة من خلال تطوير وتحديث مناهجنا الدراسية.
أن يستوعب التطوير والتحديث المطلوب لثوابت أمتنا العربية والإسلامية، وبنفس الوقت تكون مخرجات التعليم نوعية وقادرة على استيعاب العلوم والثقافة الإنسانية، ومنفتحة على الثقافات العالمية ومعترفة بها، واعتبارها رديف للتطور الإنساني في عالمنا اليوم، الذي أصبح بحكم تأثير تطور العلم والعولمة، قرية صغيرة.
أن يتاح التعليم لكلا الجنسين بالتساوي، وذلك باعتبار أن العلم فريضة على كل مُسلم ومسلمة.
أن يساعد هذا المشروع على تطوير القدرات الفنية والمهنية والتدريسية لمنتسبي وزارة التربية والتعليم.
إن هذا الشكل من أشكال التعاون بين الشعوب في هذا العالم هو مدماك هام، وجسر تعبر عليه الشعوب، في تبادل المنافع والثقافات والقيّم المادية والروحية للأمم، إنه تعاون مثمر يتردد صداه وفعله في أرجاء المعمورة ويترجم بصوت صاف وصادق يقول أن العالم واحد، والسفينة واحدة، والغرق في لجة التخلف والإرهاب والجهل ــ لا سمح الله ــ سيكون واحد أيضاً.
نعود ونؤكد بأن هناك تحديات وفرص أمام وزارة التربية والتعليم لكي تنفذ أهدافها التربوية من خلال هذا المشروع وغيره، والذي يتحقق بدعم الأصدقاء المانحين الآخرين. ولذلك فإنه تقع على كاهل لجنة التسيير المركزية والفرعية للاستراتيجية لهذا المشروع مسؤوليات ومهام كبيرة نتمنى لهم التوفيق في تحقيقها لاحقاً.
إن قيادة الوزارة إذ تقدم الشكر والتقدير لقطاعات الوزارة ومكاتب التربية في المحافظات وكوادرها العاملة في هذا المشروع، فإنها توصل الشكر والتقدير للإدارة المشرفة والمسيرة لمشروع توسيع التعليم الأساسي السابق ومشروع تطوير التعليم الأساسي الحالي وفنييها.
والله من وراء القصد ،،،