
خِطابُ الأكاذيبِ لــ نتنياهُو في الكونجرس الأمريكيِّ الصُّهيُونيِّ
بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور
خِطابُ الأكاذيبِ لــ نتنياهُو في الكونجرس الأمريكيِّ الصُّهيُونيِّ
*أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتُور*
يقولُ فلاسفةُ عصرِ (التَّنويرِ الأورُوبيِّ) وهُمْ بأعدادٍ وازِنةٍ، بأنَّ لا قيمةَ فعليَّةً حقيقيَّةً من سردِ تأريخِ المُلُوكِ والأباطِرةِ وقادَةِ الحُرُوبِ منَ القادةِ العسكريينَ وغيرِهم؛ لأنَّ الفائدةَ التَّأريخيَّةَ المرجوَّةَ محدُودَةٌ جِدَّاً إنْ لم تَكُنْ مُنعدِمةً تماماً، في مُقارنةٍ مُنصفةٍ معَ ما يُقدِّمُه منْ تعاليمَ وكتاباتِ وأفكارِ عددٍ منَ المُفكِّرينَ والفلاسفةِ والعُلمَاءِ في عُصُورٍ غابرةٍ منَ الحضاراتِ الإنسانيَّةِ المُتعاقبةِ؛ أيْ في عصرِ الفلاسفةِ الأوائلِ منْ زمنِ الحضارةِ الإغريقيَّةِ، والحضارةِ الفارسيَّةِ، والحضارةِ اليمنيَّةِ (سبأ وحِمْيَر ومَعين وقَتَبَان وأوسَان وحضرمُوتَ)، والحضارةِ السُّوريَّةِ التي يُسمِيها المُستشرِقُونَ الأورُوبيُّونَ (الآشوريَّةَ) في تحريفٍ صريحٍ للمُسمَّى الحقيقيِّ لتلكَ الحضارةِ، وما أكثرَ التَّزويرَ العلنيَّ والمُبطَّنَ الذي لجأ إليهِ المُستشرِقُون الأورُوبيُّون البيضُ في تزويرِ حقائقِ التَّأريخِ ومُعطيَاتِ الجُغرافيا.
تذكَّرتُ عدداً من كتاباتِ ومقُولاتِ عددٍ منْ هؤلاءِ المُفكِّرينَ والفلاسفةِ، وأنا أستمعُ كغيري إلى خطابِ مُجرمِ الحربِ الصُّهيُونيِّ/ بنيامين نتنياهُو، رئيسِ وزراءِ الكيانِ الصُّهيُونيِّ الإسرائيليِّ اليهُوديِّ أمامَ عددٍ من أعضاءِ الكونجرس الأمريكيِّ ومجلسِ الشِّيوخ الأمريكيِّ (في شهرِ يوليو 2024م)، وهُمْ في الغالبِ أمريكيُّون صَهاينةٌ عُنصريُّونَ، أو دُعِمُوا للصُّعُودِ إلى ذلكَ الكُرسيِّ بمُساندةٍ ودعمٍ منَ اللوبيِّ اليهُوديِّ الصُّهيُونيِّ المُتغلغلِ في جسدِ جميعِ المُؤسَّساتِ الحزبيَّةِ والحُكُوميَّةِ، وحتَّى المدنيَّةِ في الولاياتِ المُتحدةِ الأمريكيَّةِ.*
لقدْ تمَّتْ دعوةُ مُجرمِ الحربِ (نتنياهُو) من قِبلِ قادةِ الحزبِ الجُمهُوريِّ كدعايةٍ انتخابيَّةٍ رخيصةٍ في الانتخاباتِ الرئاسيَّةِ القادمةِ في نُوفمبر القادمِ لهذا العامِ 2024م؛ لدعمِ مُرشحِهمُ الجُمهُوريِّ وحشدِ اللوبيِّ اليهُوديِّ الصُّهيُونيِّ لذلكَ الهدفِ، واُعطيتْ لهُ مِساحةً منَ الزَّمنِ في الاستماعِ لهَذَيَانِه وأكاذيبِهِ، والرَّدِّ عليهِ بقيامِ الأعضاءِ، والتَّصفيقِ لهُ بحرارةٍ مُنقطعةِ النَّظير، معَ العلمِ بأنَّ هُناكَ أعضاءَ منَ المجلسينِ منَ الحزبِ الدِّيمقراطيِّ قدْ غابُوا، أو تغيَّبُوا احتجاجاً على سُلُوكِ وشخصِ مُجرمِ الحربِ (نتنياهُو).*
مَنْ يقرأْ خطابَ مُجرمِ الحربِ وكلماتِ خطابِهِ الأرعنِ يجدْ وكأنَّهُ يُلقيهِ في زمنِ السِّلمِ، وكأنَّ الجيشَ الصُّهيُونيَّ اليهُوديَّ لم يَشُنَّ عُدواناً وحشيَّاً نازيَّاً فاشيَّاً عَلَى الشَّعبِ الفلسطينيِّ مُنذُ الثَّامنِ من أكتُوبر عامَ 2023م، وما زالَ مُستمرَّاً في العُدوانِ الإجراميِّ حتَّى هذهِ اللحظةِ التي نُسجِّلُ فيها هذهِ المقالةَ عنْ خِطابِ المُجرمِ (نتنياهُو)، والغريبُ أنَّهُ يُردِّدُ بسذاجةٍ ذلكَ المُجرمُ، ويقولُ: خلالَ مُدَّةِ حربِهِ الحاليَّةِ عَلَى الشَّعبِ الفلسطينيِّ أنَّهُ لم يقتلْ أيَّ مدنيٍّ فلسطينيٍّ، معَ أنَّ أرقامَ إجرامِ جيشِهِ النَّازيِّ قدْ قتلَ، وجرحَ أزيدَ مَنْ (100.000) مائةِ ألفِ شهيدٍ، وجريحٍ جُلُّهُم منَ الأطفالِ والنِّساءِ والشِّيوخِ منَ المدنيينَ•• والأغربُ منْ ذلكَ أنَّ الصَّهاينةَ الأمريكانَ كافأوه بتصفيقٍ حارٍّ جِدَّاً جِدَّاً جِدَّاً.*
يتمُّ نقلُ الخِطابِ عَلَى الهواءِ عبرَ العديدِ مَنْ وسائلِ الإعلامِ الأمريكيِّ والعربيِّ والأجنبيِّ، وتنقلُهُ الفضائيَّاتُ والقنواتُ، وجميعُ وسائلِ التَّواصلِ الاجتماعيِّ•• كيفَ لنا أَنْ نفهمَ نحنُ – البشرَ الأسوياءَ – كُلَّ ذلكَ المشهدِ الإعلاميِّ الكاذِبِ، وفي مُغالطةٍ صريحةٍ للعقلِ والقلبِ وجميعِ حَواسِ الإنسانِ، كيفَ؟!، كيفَ؟!، كيف؟!.
نحنُ نكتبُ مقالتَنا هذا اليومَ، وفي شهرِ يُوليو منْ عامِ 2024م، وقدْ مَضى عَلَى العُدوانِ الصُّهيُونيِّ اليهُوديِّ الأمريكيِّ الأورُوبيِّ الغربيِّ أزيدُ من عشرةِ أشهرٍ، تمَّ فيها تدميرُ مُدُنِ قِطاعِ غزَّةَ الفلسطينيَّةِ بنِسبٍ تفوقُ الــ 70% مِنْ مُنشآتِهِ، وبِنيتِهِ التَّحتيَّةِ، وتمَّ تدميرُ مُعظمِ المُستشفيَاتِ، والمدارسِ، والجامعاتِ، والكنائسِ، والمساجدِ، وآبار ِمياهِ الشُّربِ، والمزارعِ ومحطَّاتِ تحليةِ المياهِ، وتدميرُ كُلِّ مالَهُ صِلةٌ بالحياةِ الإنسانيَّةِ في قِطاعِ غزَّةَ، وراحَ مَنْ راحَ منَ الشُّهداءِ والجرحَى والأسرَى، ومعَ ذلكَ يحتفلُ الصَّهاينةُ الأمريكانُ بخطابِ هذا المُجرمِ القاتلِ (نتنياهُو)، وفوقَ ذلكَ ينهضُ الأعضاءُ النوَّابُ في الكونجرس من مقاعدِهمْ يُصفِّقُونَ لهُ بحرارةٍ وبفرحةٍ مُستغرَبةٍ عَلَى أيِّ إنسانٍ عاقلٍ يُتابعُ ذلكَ المشهدَ الغريبَ.*
دعونا نقرأِ المشهدَ معاً بقليلٍ منَ الحياديَّةِ الإنسانيَّةِ، وعنْ ماذا يُعبِّرُ ذلكَ المشهدُ الإنسانيُّ التراجيديُّ:
أوَّلاً: كيفَ لأيِّ إنسانٍ عاقلٍ يُتابعُ وسائلَ الإعلامِ، ويُشاهِدُ ذلكَ المُنكرَ والموقفَ المُشينَ من قِبَلِ النُّخبةِ الأمريكيَّةِ المُتمثِّلةِ بمكانةِ المجلسِ التَّشريعيِّ الذي يُشرِّعُ القوانينَ واللوائحَ لأمَّةٍ أمريكيَّةٍ ضخمةٍ يتجاوزُ تعدادُها الـ 350 مليونَ أمريكيٍّ•• هؤلاءِ المُشرِّعونَ يتماهُونَ معَ وسائلِ الإعلامِ الصُّهيُونيَّةِ الكاذبةِ، ويصدِّقُونَ رِوايةَ القَتَلَةِ المُجرمينَ اليهُودِ الإسرائيليينَ بأنَّهُم شعبٌ مظلُومٌ من قِبلِ المُقاومةِ الفلسطينيَّةِ من حماس والجِهادِ الإسلاميِّ، والجبهةِ الشَّعبيَّةِ وغيرِهم منَ المُقاومينَ الفلسطينيينَ•• كيفَ لهؤلاءِ المُشرِّعينَ الأمريكانِ أَنْ يُصدِّقُوا بسذاجةٍ مُفرَطةٍ بأنَّ المُجرمَ القاتلَ (نتنياهُو) يدَّعِي بأنَّهُ ضَحيَّةٌ للإرهابِ وضحيَّةٌ للكرَاهيةِ من قِبلِ العربِ والمُسلمينَ•• كيفَ تنطلي على جَهَابذةِ التَّشريعِ الأمريكيِّ المُتصهينِ وهُمْ تحتَ قُبَّةِ البرلمَانِ (الدِّيمقراطيِّ) – كُلُّ الألاعيبِ الإسرائيليَّةِ الصُّهيونيَّةِ اليهُوديَّةِ في أكاذيبِ الإعلامِ وخِلافِه•• إنَّهُ أمرٌ غريبٌ وعجيبٌ!!!.*
ثانياً: ألم يَسُنَّ هؤلاءِ المُشرِّعُون الأمريكانُ الصَّهاينةُ – قبلَ بضعةِ أشهرٍ فحسب – قانُوناً أمريكيَّاً صُهيُونيَّاً خاصَّاً بهم، يقولُ مُحتواه: (إنَّهُ لا يحقُّ لمحكمةِ العدلِ الدُّوليَّةِ التَّابعةِ للأممِ المُتَّحدةِ وجُزءٍ منَ المنظومةِ العدليَّةِ الدُّوليَّةِ، لا يحقُّ لها أن تصدرَ أيَّ قراراتٍ أو أحكامٍ ضدَّ قادةِ كيانِ العَدوِّ الإسرائيليِّ)، وحتَّى بعدَ إدانتِهمْ من قِبلِ القُضاةِ الدُّوليينَ.*
ثالثاً: ألم يُوافقْ هؤلاءِ المُشرِّعُونَ الأمريكانُ، وقبلَ بضعةِ أشهرٍ فحسب عَلَى مُوازنةِ الدَّعمِ العسكريِّ الأمريكيِّ لدولةِ الكيانِ الصُّهيُونيِّ، وتزويدِهمْ بعشراتِ الملياراتِ، وتمَّ الضَّغطُ عَلَى إدارةِ الرَّئيسِ/ جُو بايدن؛ من أجلِ تمريرِ تلكَ الصَّفقةِ لدعمِ الكيانِ الإسرائيليِّ أثناءَ العُدوانِ الإسرائيليِّ على مُواطنيِّ قِطاعِ غزَّةَ.*
رابعاً: ألا يُذكِّرُنا موقفُ أعضاءِ مجلسي الشِّيوخ والكونجرس الأمريكيِّ، وهُمْ يُصفِّقُونَ بنشوةٍ مُفرَطةٍ وبحرارةٍ مُتناهِيةٍ لكلماتِ خِطابِ مُجرمِ الحربِ القاتلِ (نتنياهُو)، ألا يُذكِّروننا بأنَّ أجدادَهُمُ الأورُوبيينَ البيضَ العُنصريينَ حينَما غزوا، واستعمرُوا القارَّتينِ الأمريكيتينِ في العامِ 1492م بقيادةِ النَّصَّابِ الدُّوليِّ/ كريستُوفر كُولُمبس، وقامُوا بتزويرِ الوقائعِ والأحداثِ، بلْ صادرُوا تأريخَ الشُّعُوبِ الأصليَّةِ لتلكَ الأراضي من حضارةِ (الإنكا والمايا والأزديك)، وقالوا بأنَّهُم اكتشفُوا أرضَ الأمريكيتينِ، وأنْ ليسَ بها بشرٌ، وأنَّهُم (أيْ الأوربيُّون البيضُ) قامُوا بإعمارِ القارَّتينِ.
وقدْ ظهرَ بعدَ ذلكَ بأنَّ الإنسانَ الأورُوبيَّ الأبيضَ العُنصريَّ قدْ أبادَ، وأعدمَ شُعُوبَ ما كانُوا يُسمُّونهُمُ الهُنُودَ الحُمرَ•• أعدمُوا منهُم ما يزيدُ عَلَى 120 مليونَ إنسانٍ•• إنَّ مَنْ صفَّقَ بحرارةٍ للقاتلِ المُجرمِ (نتنياهُو) مَنْ أعضاءِ الكونجرس الأمريكيِّ لقتلِ أكثرَ من (40.000) شهيدٍ فلسطينيٍّ، أعدمتْهُمُ العصاباتُ الصُّهيونيَّةُ العسكريَّةُ وبأسلحةٍ أمريكيَّةٍ وأورُوبيَّةٍ، هُمُ ذاتُهُمْ أحفادُ المُجرمينَ الأوائلِ منَ الأورُوبيينَ العُنصريينَ البيضِ *الذين غزوا القارَّةَ الأمريكيَّةَ، وقتلُوا الملايينَ منَ السُّكَّانِ الأصليينَ لأمريكا، يقولونَ: ما أشبهَ الليلةَ بالبارحَةِ.*
خامِساً: ألا يُذكِّرُنا هؤلاءِ الأمريكانُ البيضُ العُنصريُّونَ بما فعلَهُ أجدادُهُمُ المُستعمِرُون الأورُوبيُّون في القارَّةِ الأفريقيَّةِ السَّوداءِ، والذينَ لازالوا يدفعُونَ التَّعويضاتِ الماديَّةَ عَلَى قتلِها، إلَّا أنَّها تثبتُ بما لا يدعُ مجالاً للشَّكِّ لإدانتِهم بأنَّهُمْ أعدمُوا وصَفَّوا وقَتَلُوا الملايينَ منَ الشَّعبِ الأفريقيِّ؛ بحُجَّةِ أنَّهُم بشرٌ غيرُ مُكتمِلي النُّمُوِّ، وأنَّهُم؛ أيْ الإنسانُ الأورُوبيُّ العُنصريُّ الأبيضُ، هُوَ مَنْ سيُطوِّرُ جيناتِهمُ الوراثيَّةَ الآدميَّةَ نحوَ التَّطوُّرِ البشريِّ، قتلُوا الملايينَ منَ الشَّعبِ الجزائريِّ، وشعبِ جنُوبِ أفريقيا، ومنَ الشَّعبِ الكونغوليّ والمُوزمبيقيّ و و و.*
سادِساً: ألا يُذكِّرُنا موقفُ هؤلاءِ الأمريكانِ العُنصريينَ بأجدادِهمُ البريطانيينَ حينَما استعمرُوا شبهَ القارَّةِ الهنديَّةِ وامتصُّوا وسرقُوا، ونهبُوا ثرواتِها، وتركُوا جُزءاً منَ الشَّعبِ الهنديِّ، وهُمْ بالملايينِ يموتُونَ جُوعاً، كما كان يُردِّدُ المُجرمُ/ تشرشل، رئيسُ وزراءِ بريطانيا (العُظمَى) في الحربِ العالميَّةِ الثَّانيةِ، قالَ: إنَّ هؤلاءِ الهُنُودَ يمُوتُون؛ لأنَّهُم كُسالَى، ولا فائدةَ فيهم•• هكذا تتجلَّى العُنصريَّةُ المَقيتَةُ المُشينَةُ في سُلُوكِ هؤلاءِ الأورُوبيينَ العُنصريينَ.
سابعاً: ألا يُذكِّرُنا الأمريكانُ الصَّهاينةُ اليومَ بأجدادِهمُ البريطانيينَ حينَما غزَوا قارَّةَ أستراليا، وأبادُوا سُكَّانَها الأصليينَ السُّودَ؛ بحُجَّةِ أنَّهُم بشرٌ غيرُ أسوياءَ يتوجَّبُ إبادتُهُم، وقتلُوا مُعظمَ سُكَّانِ الجزيرةِ / القارَّةِ الأصليينَ، ونقلُوا إلى القارَّةِ البِكرِ مجاميعَ بريطانيَّةً بيضاءَ هُمْ منْ مُتخرِّجي السُّجُونِ، ومِنَ الذينَ عليهم أحكامٌ قانونيةٌ جِنائيَّةٌ؛ ليستوطِنُوا بدلاً من سُكَّانِ الجزيرةِ الأصليينَ، ومَنْ تبقَّى منهم، وهربَ إلى الغاباتِ والجبالِ تمَّ عزلُهُم في جيتوهاتٍ ومناطقَ عزلٍ؛ كي يبقُوا كالحيواناتِ معزُولينَ يُكمِّلونَ بهم برامجَ السُّواحِ الأجانبِ القادِمينَ إلى جزيرةِ أستراليا للتنزُّه والاستمتاعِ بمشاهدةِ الإنسانِ الأوَّلِ الذي تمَّ تصفيةُ الجُزءِ الأعظمِ منهم، هكذا هُمُ المُستعمِرونَ الأوروبيُّونَ البيضُ العُنصريُّونَ، وهكذا هيَ أعمالُهُمُ القذرةُ وغيرُ الإنسانيَّةِ.*
*الخُلاصَة:*
إنَّ المُمارساتِ غيرَ الأخلاقيَّةِ، وغيرَ الإنسانيَّةِ، والجرائمَ البشعةَ التي يرتكبُها العدوُّ الصُّهيُونيُّ الإسرائيليُّ ضدَّ أهلنا بقطاعِ غزَّةَ وفلسطينَ المُحتلةِ، كُلُّها مُنذُ تأريخِ 8 أكتوبر 2023م، وحتَّى لحظةِ كتابةِ مقالتِنا اليومَ في 29 يُوليو 2024م، هيَ نِتاجُ ثقافةٍ عُنصريَّةٍ، ومُمارسةٍ غيرِ إنسانيَّةٍ قذرةٍ تشرَّبَها العدوُّ الإسرائيليُّ من تربةِ الاستعمارِ الأورُوبيِّ الأبيضِ المريضِ، وتوابعِه منْ أمراضِ الشُّوفينيَّةِ والماسُونيَّةِ والعُنصريَّةِ الصُّهيُونيَّةِ، والنَّازيَّةِ والفاشيَّةِ، والمرضِ المُتوارَثِ من عُقدَةِ التَّفوُّقِ العِرقيِّ للإنسانِ الأبيضِ مُنذُ لحظةِ ميلادِ الفِكرِ الاستعمَاريِّ الاحتلاليِّ القذرِ في أورُوبا، وانتشارها حولَ العالم.*
*﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيْمٌ﴾*