اراء محليةاراء و اتجاهاتالاعلام المكتوب

مؤسسة دار بن حبتور الخيرية… رؤية تنويرية ليمنٍ يوثق ماضيه ويبني مستقبله

المستشار/ عبدالقادر بجاش الحيدري

مؤسسة دار بن حبتور الخيرية
عقد من صياغة الوعي وإحياء التراث
(17 يونيو 2015 – 17 يونيو 2025)

في السابع عشر من يونيو عام 2015، تأسست مؤسسة دار بن حبتور الخيرية للعلوم والثقافة والتوثيق ، في مدينة صنعاء، لتكون منارة فكرية وثقافية تنير دروب المعرفة وتسعى لإحياء الروح العلمية والتنويرية في مجتمع يتوق إلى النهوض، اليوم ونحن نحتفل بالذكرى العاشرة لهذا الصرح العظيم، نستعيد مسيرة مؤسسة أضحت رمزا للعطاء الفكري، ومثالا يُحتذى به في خدمة الثقافة والعلم، وتوثيق الذاكرة الجمعية لأمةٍ تتطلع إلى مستقبل مشرق.

انجازات إحياء إرث البروفيسور الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور

يُعد إحياء إرث البروفيسور الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور أحد أبرز المحاور الجوهرية التي تتبنّاها مؤسسة دار بن حبتور، انطلاقا من إيمانها العميق بدور هذه الشخصية الوطنية الرفيعة، والمفكر الأكاديمي الكبير، في إثراء الحياة الثقافية والفكرية في اليمن. ويأتي هذا التوجّه امتدادا لرسالة المؤسسة في صون الذاكرة الوطنية، وتعزيز الحضور المعرفي اليمني في الحاضر والمستقبل.

كيف تُحيي المؤسسة إرثه؟

تعمل مؤسسة دار بن حبتور على إحياء إرث البروفيسور الدكتور بن حبتور من خلال عدة محاور رئيسية تشمل:

توثيق الإنتاج الفكري له، حيث شرعت المؤسسة في مشروع طموح لتوثيق الإرث الفكري الهائل للبروفيسور، عبر إنشاء قاعدة بيانات رقمية شاملة تضم كتبه وأبحاثه ومقالاته وقد أحرز هذا المشروع تقدما ملموسا، حيث بات جزء كبير من هذا الإنتاج متاحا إلكترونيا على الموقع الرسمي للمؤسسة، بما يُسهّل الوصول إليه من قِبل الباحثين والمهتمين.

الكشف عن الكنوز المخطوطة والوثائق اليمنية النادرة
تُعد هذه المهمة من صميم عمل المؤسسة، إذ تبذل جهودا حثيثة في البحث عن المخطوطات والوثائق التي جمعها البروفيسور أو تلك التي لم تُكتشف بعد، لتوثيقها وتصنيفها وحمايتها من الضياع هذا العمل لا يقتصر على حفظ التراث، بل يُجسّد رؤية البروفيسور في إبراز القيمة الوطنية والثقافية لهذه الكنوز المعرفية.

الأثر المستقبلي
إن جهود المؤسسة في إحياء إرث البروفيسور عبد العزيز صالح بن حبتور لا تُعبّر عن وفاءٍ لشخصية استثنائية فحسب، بل تمثل استثمارا واعيا في مستقبل الثقافة اليمنية والعربية والإنسانية.

فكل وثيقة تُؤرشف، وكل مخطوطة تُنشر، تُنير جانبا من ذاكرتنا الجمعية، وتسهم في بناء جيلٍ أكثر وعيا بجذوره وهويته، وترسّخ مكانة اليمن كمركز إشعاع معرفي وثقافي في محيطه الإقليمي والدولي.

رؤية تنويرية وأهداف سامية
منذ تأسيسها، حملت مؤسسة دار بن حبتور رسالة جليلة تتجاوز حدود الزمن والمكان، رسالة تجمع بين إحياء التراث وصناعة المستقبل لم تكتفِ المؤسسة بأن تكون مجرد مكتبة كتب أو مكتبة إلكترونية، بل أرادت أن تكون فضاءً فكريا يعانق العقول الشابة ويُلهمها لاستكشاف آفاق المعرفة.
أهدافها الرئيسية تمثلت في نشر العلم، وتعزيز الثقافة، وتوثيق التاريخ اليمني بكل أبعاده، لتصبح مرجعا معرفيا يحفظ هوية الأمة ويُعزز انتماء أبنائها.
إن هذه الرؤية ليست مجرد حلم، انما فلسفة وجود تؤمن بأن التنوير هو السبيل الوحيد لنهضة وتقدم الامة، وأن العلم والثقافة هما جناحا الحرية التي تُحلّق بالشباب نحو آفاق أرحب.

إسهاماتٌ تمتد كالنور
على مدار عشر سنوات، نجحت المؤسسة في بناء جسور المعرفة بين الماضي والحاضر، مقدمةً محتوى ثقافيا وبناء قاعدة معرفية غنية ستعمل عليها تشمل مكتبة إلكترونية تضم آلاف الكتب والمخطوطات المجانية، ومكتبة للصحف والمجلات، وأوراقا بحثية ومحاضرات تلبي احتياجات الباحثين والمثقفين لم تقتصر جهودها على المحيط المحلي، بل امتدت لتشمل قضايا إقليمية وعالمية، كالقضية الفلسطينية، في إشارة إلى وعيها بأن الثقافة ليست فعلا محليا، بل هي فعل إنساني كوني.
كما ساهمت المؤسسة في تعزيز آفاف المعرفة مع الجامعات العربية، ودعم الشباب اليمني وتسعى لتوفير منصات للحوار الفكري والنقاش، مما يجعلها مركزا حيويا لصناعة الأفكار وتشكيل وعي الجيل الجديد وفي مجال التوثيق، تسعى مؤسسة دار بن حبتور ذاكرة حية لليمن، تسجل أحداثه، وتحفظ تراثه، وتوثق إبداعات أبنائه، لتكون مرجعا تاريخيًا يُشار إليه بفخر.

فلسفة العطاء وأهمية الدور التنويري
إن ما يميز دار بن حبتور ليس فقط حجم إسهاماتها، بل روحها العالية التي تجمع بين الفكر الفلسفي والعمل الخيري، هي مؤسسةٌ تؤمن بأن الثقافة ليست رفاهية، بل ضرورة وجودية للنهوض بالمجتمعات في زمن تكثر فيه التحديات، تقف مؤسسة دار بن حبتور كمنارة أمل، لتؤكد بأن العقل اليمني قادرٌ على الإبداع والتألق إذا ما أُتيحت له الفرصة.
إن دورها التنويري لا يقتصر على نشر الكتب أو توثيق الأحداث، بل يمتد إلى إلهام الشباب ليصبحوا فاعلين في بناء مستقبلهم، وتعزيز قناعتهم بأهمية المعرفة كأداة للتغيير، هي بمثابة بوصلة فكرية توجه الأجيال نحو الوعي بذواتهم وبمحيطهم، وتُعيد صياغة مفهوم العطاء ليكون فعلا إبداعيا يُغير الواقع.

منارة المعرفة وذاكرة الأمة
وإذ نحتفل اليوم بالذكرى العاشرة، فإننا ننظر إلى مؤسسة دار بن حبتور ليس فقط كمؤسسة حققت إنجازات عظيمة، بل كمشروع حضاري يحمل آمال اليمنيين في غدٍ أفضل،اذ تتطلع المؤسسة إلى تعزيز دورها كمرجعية معرفية، وتوسيع مكتبتها الإلكترونية، ودعم المبادرات الثقافية التي تُعنى بالشباب إنها تسعى لأن تكون ذاكرة الأمة، حيث يجد اليمنيون فيها تاريخهم، وهويتهم، وآمالهم محفوظة ومُوثقة بأمانة.

فخر اليمن وأمل المستقبل
في الذكرى العاشرة لتأسيس مؤسسة دار بن حبتور، هذا الصرح الثقافي العظيم، ستواصل المؤسسة ان شاء الله برؤيتها التنويرية، وجهودها الخيرية الى التوسع وانارت كافة دروب المعرفة في اليمن، إن هذه المؤسسة التى تأسست في عهدا واليمن يشهد اعتى عدوان وحشي، انما تمثل رمزٌ للصمود والإبداع، ومنارةٌ تُضيء طريق الأجيال القادمة، وسوف تستمر مؤسسة دار بن حبتور في رسالتها السامية، وسيبقى شعارها خالدا: العلم والثقافة والتوثيق…هو السبيل لبناء يمن يستحق الحياة.

 

تقرير إعلامي ــ خاص
الثلاثاء 17 يونيو 2025
مؤسسة دار بن حبتور الخيرية
للعلوم والثقافة والتوثيق
صنعاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى