
دار بن حبتور: عشر سنوات من العطاء الثقافي وحصنٌ لهوية الأمة
ا. الفضل يحيى العليي
انطلقت بذرة تأسيس مؤسسة دار بن حبتور رسميًا على يد البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور. وتصف الدار نفسها بأنها «منصة علمية وثقافية رائدة» تكرس جهودها لحفظ التراث اليمني وإبراز إسهاماته الحضارية.
فاعتُبرت منذ سنينها الأولى امتدادًا لإرث مؤسِّسها الأكاديمي، وأصبحت رمزًا لحركة ثقافية حيوية تجمع بين البحث العلمي ورعاية المخطوطات والمخطوطات النادرة وكتب التراث.
إنجازات دار بن حبتور خلال عشر سنوات
حفظ التراث الرقمي: أطلق الدار أرشيفًا رقميًا متطوّرًا يُسجِّل المئات من المخطوطات الوثائق اليمنية النادرة، مع واجهة بحث ذكية تسهِّل وصول الباحثين إلى محتواه.
إصدارات نوعية: نشر الدار منذ نشأته عدة كتب توثيقية مهمة، منها «عدن في كتابات بن حبتور» (الطبعة الأولى يناير 2016) و«بن حبتور محافظ عدن: أفكاره وأدواره»
. وتوّجت هذه الجهود بإصدار سلسلة الأعمال الفكرية الموثَّقة للبروفيسور بن حبتور في اكثر من 28 مجلدًا ضخمًا (1988–2023)، تجمع كل مؤلفاته ودراساته وخطاباته ومقالاته، ما يُسهم في إثراء المكتبات اليمنية والعربية .
معارض وفعاليات علمية: نظّم الدار معارض ومؤتمرات ثقافية دولية وورش عمل حول المخطوطات والتراث اليمني لعرض كنوزه العلمية والثقافية. كما عزّز شراكاته مع جامعات ومراكز بحثية محلية وعالمية لدفع عجلة البحث العلمي في التراث الوطني
. وتمكنت هذه الفعاليات من إبراز قيمة الإرث الحضاري لليمن أمام جمهور واسع ومتنوع.
الرؤية المستقبلية
منارة معرفية عالمية: تطمح الدار لأن تكون «قناة للمعرفة ومنارة للثقافة»، بحيث ينعكس إرث البروفيسور ومخطوطات اليمن في كل ركن من أركان العالم .
جسر بين الماضي والمستقبل: تعمل الدار على تحويل إرث اليمن التاريخي إلى معارف حية من خلال الأرشفة الرقمية المتطورة وبرامج تعليمية وورش عمل شاملة. هذا يجعل الدار حلقة وصل بين موروث اليمن العريق ومستقبله الواعد .
كيان أكاديمي رائد: يطمح الدار طويلًا لتأسيس مؤسسة علمية مرموقة تقف في مصاف الجامعات العالمية. وتعمل الدار على بناء كوادر بحثية شابة وتعزيز التعاون الدولي، بحيث ترتفع مكانته العلمية إلى مستوى مرموق، مع الحفاظ على اللغة العربية كمحور ثقافي أساسي .
خاتمة مُلهمة
مع بلوغ دار ابن حبتور عقدها الأول، رسّخت موقعها كصرح ثقافي يمنح الأدب والهوية صدىً عالياً، موقِّعةً بكل فخر وبصمة أنها ضمير الأمة وحصن هويتها. لقد خرج هذا الصرح من رؤية البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور، ولم يكن يوماً مجرد منشأة جامدة، بل حراكٌ ثقافي حيوي يربط الماضي العريق بالآفاق المستقبلية لليمن. إن نتاج العشر سنوات الماضية وإنجازات دار ابن حبتور تؤكد أنها ستظل دوماً منارة للتنوير وحافظةً لتراث اليمن وهويته، تنهل منها الأجيال قيم الوفاء للعلم والوطن.