
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور طيلة مسيرته السياسية الجهادية في اليمن العظيم
بقلم دولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور طيلة مسيرته السياسية الجهادية في اليمن العظيم
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)
وقـال تعالى :
” وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ ”
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نعت اليمن كل اليمن ابنها البار المناضل المجاهد اللواءاحمد مساعد حسين الجواني العولقي ، والذي غادر هذه الدنيا الفانية إلى دار الخلود الابدي في يوم الاثنين الموافق28/أبريل 2024م.
غيب القدر روح صديقي الطاهرة المجاهد المناضل الفذ اللواء / بن مساعد بن حسين رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته والهم كل محبيه ورفاقه واهله الصبر والسلوان ، وقد توفاه الله في سلطنة عُمان حيث اختار إقامته وسكناه الأخير في زمن العدوان السعودي / الإماراتي على الجمهورية اليمنية.
وتم نقل جثمانه الطاهر ( براً ) عبر براري سلطنة عمان والمحافظات الشرقية للجمهورية اليمنية وهي محافظات المهرة وحضرموت وصولاً إلى محافظة شبوه ، لان سلطات الاحتلال العدواني السعودي / الإماراتي قد رفضت ان يتم نقل جثمانه الطاهر عبر احدى الطائرات من سلطنة عُمان وصولاً إلى محافظة شبوه ، ووصل الجثمان في صبيحة يوم الاربعاء إلى عاصمة محافظة شبوه / عتق وتجمهر معظم رفاقه و محبيه القادمين من معظم محافظات الجمهورية اليمنية ليلقوا عليه نظرة الوداع الاخيرة في الميدان الرياضي في العاصمة عتق و صلوا عليه صلاة الجنازة ، وانتقل الموكب الجنائزي المهيب من مدينة عتق إلى منطقة جباه في مديرية نصاب حيث استقبلته جماهير غفيرة محتشدة حزينة لوداع بطلها وقائد تحولاتها وانتصاراتها الشبوانية اليمنية الكبيرة .
لقد جاهد صديقي الفقيد بن مساعد بن حسين طيلة سبعين عام ويزيد وهو حامل سلاح الكلاشنكوف بيمينه وفكره ومعتقداته وروحه الوثابة الشجاعة بكلتا يديه ، متمسكاً بذلك السلاح الحر وهو يقاتل اعدائه وخصومه بشجاعة قل نظيرها ، لم يحسب لهذه الدنيا ومتعتها وملذاتها اي حساب ، لقد جاهد ببسالة وبطولة نادرة في معارك حرب التحرير الشعبية ضد جنود الاحتلال البريطاني من اجل تحرير جنوب اليمن من اعدائه المحتلين الطغاة ، وجاهد كذلك ضد اعداد الثورة الوطنية اليمنية ، واستمر في جهاد النفس من اجل الاختيارات الصعبة في زمن تكالب القوي الاستعمارية والرجعية وعملاء وركائز الاستعمار كي يساهم مع رفاقه الشرفاء في الجبهة القومية وفصائل العمل السياسي الوطني في جنوب اليمن من اجل تثبيت اركان النظام الوطني يوم ذاك.
تميز في رحلته السياسية والعسكرية بشجاعة طاغية وصدق وافر وثبات جاد في جميع المراحل التي خاض فيها معاركه السياسية والعسكرية والاجتماعية والإنسانية .
تعرفنا عليه عن قرب صديقنا المجاهد احمد بن مساعد في مدينة عزان احد مدن محافظة شبوه في عام 1972م ، وكانت تُسمى يوم ذاك المحافظة الرابعة ، كنا يومها طلاب يافعين في المرحلة الإعدادية لاندرك طبيعة الاحداث ولا تلك العبارات التي قيلت في كل تلك المحاضرات التي عرضها علينا يوم ذاك .
لقد جاء الينا الفقيد لزيارة المدرسة واللقاء بنا ، والتقينا به في احدى القاعات الفسيحة في المدرسة الإعدادية بمدينة / عزان وهي مدرسة واسعة نسبياً تظم عدد من القاعات الدراسية والصفوف وقاعات المحاضرات مع سكن طلابي لتسكين وإعاشة ابناء مديرية ميفعة يوم ذاك ( سكن القسم الداخلي الطلابي ) ، كان مدير المدرسة يوم ذاك الاستاذ عبدالله علي بلقاسم وهو خريج من جمهورية مصر العربية ، والمشرف على القسم الداخلي للطلاب الوالد الأب المرحوم / جميع الخضر باهميل من أعيان منطقتنا ، ويتكون الطاقم التدريسي من لفيف من المدرسين العرب الفلسطينيين تحديدا وكذلك المدرسين اليمنيين القادمين من حضرموت وشبوه وعدن.
لم نكن ندرك يوم ذاك ونحن في سن مُبكر وفي ذلك اللقاء الثقافي بان تلك الشخصية الاستثنائية سيكون لها شأن عظيم ودور سياسي نضالي محوري في قادم الايام على مستوى اليمن كل اليمن .
وهنا اود ان اهمس في أذن كل من يريد ان يفهم حقيقة ما حدث من احداث مأساوية في جنوب الوطن يوم ذاك :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جائت في جنوب اليمن احداث عاصفة ، عصفت بالبلاد والعباد جراء سيطرة الاتجاه المتطرف في المكتب السياسي وقيادة التنظيم السياسي للجبهة القومية ، التي حكمت عدن وجنوب اليمن بالحديد والنار ، فتم إبعاد القيادة المثقفة وذات التجربة والخبرة السياسية الناضجة لقيادة البلد برغم حداثة تجربة الدولة الوطنية في جنوب الوطن ، حيث تم إبعاد الرئيس المؤسس الاول للجنوب اليمني وهو / قحطان محمد الشعبي واغتيال دولة رئيس الوزراء / فيصل عبداللطيف الشعبي ، ومحمد عبدالعليم بانافع ، وعدد من قيادات الجبهة القومية من المجربين.
وفي 22يونيو 1969م الذي اسموه المتطرفين ( بالخطوة التصحيحية ) وصل التيار اليساري المتطرف للحكم والسيطرة في عدن قيادة جديدة بقيادة ( الرفيق ) عبدالفتاح أسماعيل كامين عام للتنظيم السياسي الجبهة القومية ، و ( الرفيق ) سالم ربيع علي ( سالمين ) رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، والرفيق / محمد علي هيثم كرئيس للوزراء ، ووصول الرفاق / علي احمد ناصر ( عنتر ) ، وصالح مصلح قاسم ، وعلي صالح عباد ٠ مقبل ) ومحمد صالح مطيع اليافعي ، وحسين قماطه اليافعي ومحمد سعيد عبدالله الشرجبي ( محسن ) ، وعبدالعزيز عبدالولي ناشر ، وعلي سالم البيض ، وعبدالله صالح البار ، بهذا الفريق السياسي الحزبي المتطرف في قيادة المكتب السياسي للجبهة القومية هم اصبحوا ( اهل الحل والعقد) كما يقال في المثل العربي الشهير ، و جائت على اثرها القرارات السياسية والحزبية والتنموية والاجتماعية الراديكالية المتطرفة و النزغه ، وجائت فكرة قرارات التأميمات للمؤسسات و للمرتفعات الاقتصادية وصولاً إلى مصادرة دكاكين وصوالين الحلاقة ، وكذلك تاميم المساكن والعقارات الراقية والمتواضعة في حي التواهي والمعلا وكريتر وخور مكسر ، وصولاً للمساكن الشعبية في احياء الشيخ عثمان والشيخ الدويل ودارسعد والمنصورة …. الخ.
وجائت فكرة قرارات الانتفاضات الفلاحية وتأميم ومصادرة الحيازات الفلاحية المحدودة وغيرها ، بالإضافة إلى ربط تلك الانتفاضات الجائرة الظالمة بما اسموه العنف الثوري والطبقي وتحرير الارض ( وتم سحل واختطاف الآلاف من علماء المسلمين وشيوخ ووجاهات جنوب اليمن ) ، وهطول المصطلحات السياسية الغريبة القادمة من ما يسمى بالبلدان الاشتراكية وبلدان التوجه الاشتراكي يوم ذاك التي تم استيرادها ببلادة وسذاجة وعفوية مفرطة ، وكلها مُقرة بالإجماع في مطبخ المكتب السياسي للجبهة القومية الذي تم حشو عقول الاجيال بها وبحروفها النكرة ، وبحروف صعبة الهظم على عقول البسطاء من ابناء شعبنا في جنوب اليمن يوم ذاك ، لكنه واقع أليم وقد حدث وعلينا الاعتراف به والتعامل معه بمسؤلية عالية في التقييم العلمي الموضوعي التاريخي لاحداثه الأليمة.
لماذا نعيد ونكرر تلك الأقوال والأحداث المؤلمة ، نقولها بصوت عال بان هناك نفر من الأصدقاء و ( الاهل ) يكررون بعفوية تاثير احداث الماضي لكن دون تشخيصه بشكل صحيح ، ودون معرفة الاسباب الموضوعية لحدوثه ، ودون معرفة مصادر القرار التي كانت السبب الجوهري والمباشر في النتائج المؤلمة والظالمة على مواطنينا واهلنا واصدقائنا من الشهداء والجرحى والضحايا والمنكوبين من كل تلك الاجرآت الثورية العقيمة البائسة.
وهنا أكرر اهمية النصح للجميع بالعودة إلى أضابير التاريخ وملفات المكتب السياسي للجبهة القومية وسيجد الباحث الحصيف والجاد على مبتغاه من معلومات واسرار هي الآن جزء من ارشيف التاريخ الموثقة .
وعلينا الاشارة بوضوح تام بان الاخطاء والجرائم التي وقعت في جنوب اليمن في مطلع السبعينات من القرن الماضي ، يتحملها اعضاء المكتب السياسي للجبهة القومية دون سواهم ، لانها هي الجهة السياسية والتنفيذية والاشرافية الاوحد في جنوب الوطن ، وهي من أدارت
الدولة ونفذت إجراتها ، وبكل مفاصلها من الألف الي الياء .
ومن أراد ان يعرف هذه الحقيقة المرة والمرعبة عليه ان يتتبع فصولها ومنعطفاتها واضابيرها المتعددة ، وعدد من من كانوا في سدة القرار لازالوا احياء يرزقون .
اما الاتهامات النزقة والسفسطائية والساذجة والغبية الموجهة دون حساب لعدد من المجاهدين والأبطال ، وبدون ادنى المعايير العلمية والأخلاقية والقانونية ، فهي اتهامات الأفراد العاجزون ، الضعفاء الذين يتحدثون دون دليل قانوني ولا اخلاقي وليس له علاقة بالمرجلة والشرف.
نعود إلى موضوعنا والحديث حول البطل المجاهد بن مساعد بن حسين رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته ، فهو حديث ذو شجون ، وطويل وممتع ، وهنا يمكن ان نواصل في المقالة لعدد من المحاور وتحت العناوين الاتية :
اولاً :
تاريخة المهني والسياسي ونبذة مركزة عن سيرته العملية السياسية والمهنية :
كان احد طلائع الفدائيين لثوار ثورة14بعد قيام ثورة 14 1963م وكان عضوا في الجبهة واحد قادة النضال الفدائي في ارض العوالق ، وبعدها في مدينة عدن وشارك بدور كبير الى جانب رفاقه ثوار الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل من قبل المحتل المستعمر البريطاني ، حتى تحرير اليمن الجنوبي من الاحتلال البريطاني في صبيحة ال 30 نوفمبر 1967.
بعد الاستقلال الوطني عين مأموراً لمديرية نصاب ومن ثم تولى مناصب عديدة ومهمة في مختلف المراحل والمنعطفات الوطنية منها
-عضو في اللجنة المركزية للتنظيم السياسي الجبة القومية 1972م
وعين محافظاً للمحافظة الرابعة عام 1974م، ومحافظاً للمحافظة السادسه عام 1976م
ثم انتخب عضواً في مجلس الشعب الأعلى ولثلاث دورات متتالية.
– عين رئيساً للجنة العليا للرقابة الشعبية في ابريل عام 1980م.
– عين وزيرا لأمن الدولة عام 1985م.
– ثم انتخب إلى عضوية المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني عام 85م
– بعد أحداث يناير بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22مايو1990م عـين عـضـواً للجـنـة العامة للمؤتمر الشعبي
– وقلـده رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق وسامي الشجاعة والوحدة. -عين في عام1995م وزيراً للنقل.
– عين سنة 1997 وزيراً للثروة السمكية. عين في العام 2004 م عضواً في مجلس الشورى .
– عُين بقرار جمهوري في 2004 محافظاً لمحافظة ريمة.
– كان احد ابرز القيادات اليمنية المشاركة في الحوار الوطني سنة 2013م
– كان أحد القيادات المشاركة في التحضير لبلورة مشروع وطني للسلام في اليمن .
وقد أدى دوراً نضايا فاعلاً في الدفاع عن الثوابت الوطنية في كل المراحل
بل كان رمزاً مهماً وقياديا صلباً شجاعاً ، وأستاذا في الكفاح المسلح والنضال لجيل وأجيال من الثوار ،وبرحيله خسر اليمن والأمة بشكل عام هامة وطنية كبيرة قل نظيرها في مختلف مراحل النضال ، فتاريخه حافل بالنضال الجهد والإخلاص والعطاء، والمثابرة قضاها في خدمة وطنه منذ مطلع الستينيات حتى حتى أخر يوم من حياته في 28/أبريل2024م .
ثانياً :طبيعة شخصيته الإنسانية :
بن مساعد بن حسين برغم شهرته الواسعة علي مستوي الوطن كله ، إلا انه يتميز بروح عالية في التسامح والاقتراب من البسطاء والتعاون معهم الي حدود لا يمكن ان يتخيلها سون من كان قريب منه .
ثالثاً :انحيازية لفئة الفقراء والمظلومين :
يمتاز بالتعاون الجاد والصادق مع فئة الفقراء جداً من المواطنين ، وبحكم قربي ومعرفتي بإعماله الخيرية ، فقد ساهم في انتشال العديد من الأسر الفقيرة والمعدمة من أوضاعها المعيشية ودفعهم إلى مستويات عالية وكريمة ، بشتي الطرق والوسائل المتاحة.
رابعاً :انتصاره للحق السياسي والإنساني :
انتصر كثيراً لأبناء محافظتي عدن و شبوه تحديداً ، لشعوره بان ابناء تلك المحافظتين كانتا مظلومتان ومحرومتان من المشاريع التنموية والثقافية والاقتصادية مع ان عدن هي العاصمة و محافظة شبوه منتجة للنفط والغاز ، وكانوا يشيروا اليهما بالبنان من قبل عدد من الجهات الرسمية والشعبية في جنوب اليمن بانها محافظات النزوح لشمال الوطن باعتبار تماسها الجغرافي والإنساني هو سبب قربها من عادات وتقاليد ووجدانية تقارب أبنائها مع ابناء شمال اليمن .
اضافة لذلك بان الأجرات المجحفة جراء الانتفاضات الفلاحية وتأميم المساكن والتصفيات الثورية والسجون والاخفآت القسرية قد طالت العديد من أبنائها وشيوخها ، ولهذا انتصر لهم في جميع مراحل الصراع التي حصلت في جنوب اليمن.
خامساً :نشاطه الملموس في المجالات التنموية والتعليمية والثقافية :
حينما تولى قيادة وإدارة محافظتي شبوه والمهرة ركز في جهده ونشاطه علي محاور التعليم والجوانب الثقافية والفنية ، لما لهذه المحاور من تاثير علي التطوير الانساني والتنوير الاجتماعي برمته.
سادساً :مقدراته الادبية والشعرية الغزيرة :
امتاز بحاسة شعرية مرهفة في جانبيها العاطفي الإنساني والثوري الجياش الذي يلهب به مشاعر وحماسة الفقراء من ابناء أمتينا العربية والإنسانية ، نتذكر انه قدم أشعار نيرة لشباب العالم اجمع وكذلك في الشعر الثوري الحماسي ، والأشعار الإنسانية الحياتية ، وكان قد اعد ملحمة شعرية يمانية وكانت تنتظر من يعمل على إخراجها إلى حيز الواقع لكن بسبب الضروف العامة في البلاد قد تأجلت ، نسأل الله العلي القدير ان تخرج الي النور باعتبارها ملحمة وطنية يمانية خالده ، وستضاف الي التراث الشعري اليماني الخالد.
سابعاً :يعد بن مساعد احد ابطال اليمن العظماء الوحدويون :
بن مساعد بن حسين يستحق ان تُكتب عنه الموسوعات والمجلدات كونه احد مثقفي اليمن واحد شعرائه الفحول ، ولأنه سياسي محنك عاصر اجيال من المراحل يستحق ان توثق وتكتب كي يعرف الاجيال اليمانية المتعاقبة دروس من فكر وثقافة وشعر وسياسة وبطولات بن مساعد بن حسين العولقي ، فهو ليس كأي انسان مر من هنا وستنساه الاجيال ، لا والف لا فهو واحد من ابطال اليمن الشجعان وعمل بشجاعة نادرة تحت ضوء الشمس المتوهجة من اجل اليمن العظيم وابنائه المحترمين ، نعم هذا هو البطل الهمام الذي سيبقى الشعب اليمني مفاخراً به في جنوب اليمن وشماله ، وفي شرق اليمن وفي غربه ، هؤلاء الأبطال لا يموتون بل انهم خالدون خلود الدهر اليماني المشرق.
الخلاصة :
لقد أفنى حياته ، وفي طيلة سنوات عمره المحدود في خدمة اليمن العظيم وشعبها البار ، وصال وجال في كل ارجاء الوطن اليمني العظيم حاملاً بندقيته بيساره وقلمه بيمينه ممتطياً صهوة حصانه الأشهب ليرسم في كل موقعة وجبل وسهل وساحل ، ملحمة بطولية يمانية شجاعه لكل اليمن العظيم ، ومات وهو يحلم بثوابت الوحدة اليمنية التي قاتل من اجلها لعدد من العقود الزاهية من حياته ، فتحية لروحه ولتضحياته يا ايها البطل اليماني العظيم ، وهو يختتم حياته الجهادية المشرفة مع جموع مودعيه ورفاقك واحبابك في صحاري شبوه من كل ارجاء اليمن ، وتحت يافطة عالية بان اليمن مقبرة الغزاة ، ولم ولن تقبل ان تكون اليمن سوي انها حرة أبية عظيمة كما كانت في زمن حضاراتها الخالدة.
وفوق كل ذي علم عليم
أ.د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور
رئيس مجلس وزراء تصريف الأعمال في الجمهورية اليمنية / صنعاء
يوم الاثنين الموافق / 13 / مايو / 2024 م