
دار بن حبتور… إشراقة فكرٍ في زمن العتمة
بقلم الاعلامي / عمر الحار باسردة
كلمة وجدانية في الذكرى العاشرة لتأسيس دار بن حبتور للطباعة والنشر
✦ مقدمة ✦
هذه باقة من كلام الروح، كتبتها بلغة المشاعر الأخوية الصادقة، أهديها إلى صاحب المعالي، أخي البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور، بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس دار بن حبتور للطباعة والنشر في العاصمة صنعاء.
ذلك الحدث الثقافي والفكري الكبير، الذي انبثق في ليل العام الأول من الأزمة اليمنية، ليبقى منارةً للأمل والعلم والمعرفة، يخترق بنوره دياجيرها ودوائرها السياسية المظلمة.
ولا يوجد في لغة المشاعر فاصل بين الكلمات ومعانيها، إذ تتداخل المقاصد وتتجلّى في سياقٍ واحد بين الدار وصاحبها، فكلاهما منهلٌ للعلم، ومصدرٌ للفكر، ومَعلَمٌ من معالم التنوير الوطني.
صاحب المعالي،
نتمنى لداركم مزيدًا من التقدم والازدهار، وأن تبقى دومًا صرحًا شامخًا يُثري المشهد الثقافي والمعرفي في بلادنا الحبيبة، اليمن، ويضيء دروب أجيالها القادمة.
✦ القصيدة ✦
يا صاحبَ الدارِ، لكَ أطيبُ تهانينا
نزفُّها من رُبَى الخضراءِ ريّاحينا
يا دارَ حبتورَ، هذا الفخرُ يكفينا
فخرٌ لكم، إنهُ فخرٌ لوادينا
فخرٌ لشبوةَ، تعزيزا وتمكينا
في سلّمِ المجدِ، إحياءً لماضينا
يا صانعَ الفكرِ، تأليفًا وتدوينا
وعالمًا بالعلومِ، الحُرِّ يُحيينا
حييتَ في عيدِها العاشرِ ملايينا
بعيدِها فرحةُ الأفكارِ تأتينا
باقاتُ فكرٍ، لها طِيبُ المُحبّينا
هنا “عصيرُ الكتب”، فكرًا يُغذّينا
إشراقةُ الفكرِ في دُنيا العناوينا
وعالَمُ النورِ يمشي في أيادينا
أنتِ الحداثةُ، إصدارًا وتدوينا
ونبعُ فكرٍ منَ الأفكارِ يَروينا
إنَّ الكتابَ منَ الأوجاعِ يُشفينا
يا دارَ علمٍ، فإنَّ العلمَ يُحيينا
شُعاعُ نورٍ، يُبدّد ظُلمةَ ليالينا
ونغمةُ الحرفِ، بالأوزانِ تُشجينا
اسمعْ لألحانِها، بالصوتِ تُغرينا
كأنّها الحلمُ، أو غايةُ أمانينا
عشرٌ من الفكرِ، هل للفكرِ تسنينا؟
في عالَم الفكرِ، بالإنجازِ تُرسينا
يا قلعةَ العلمِ في كلِّ الميادينا
فنبعُكم لم يَزلْ بالعِلمِ يَروينا
يا وارثًا عهدَ أيلولٍ وتِشرينا
يا صاحبَ الدارِ، إنّ الوضعَ يُعيينا
فمتى الخلاصُ؟ وكيف من يداوينا ؟
فانها بالمرض تبكي وتبكينا؟
ما جَفَّ دمعي على كُثرِ مآسينا
كفى الهوانَ، تمزيقًا وتخوينا
أعطوا العلومَ مكانتَها، يُرضينا
فلها السيادةُ، تحكيمًا وتكوينًا
يا صاحبَ الدارِ، فكرُ الدارِ يُحيينا
ويا زارعَ الفكرِ في أجملِ بساتينا
إنَّ العلومَ مناراتٌ لِتَهدينا
فنورها الحقُّ والتقوى، والدينا
أخي البروفيسور، هل ضاعَ مرسينا؟
فالدرسُ واضحٌ، لا يحتاجُ تلقينا
أجريتَ نهرًا
ومن كَفّيكَ تسقينا
✦
ورد في القصيدة تعبير “عصير الكتب”وهو لا يُشير إلى الدار المصرية الشهيرة بهذا الاسم، بل يُستخدم هنا مجازًا للدلالة على دور دار بن حبتور في تغذية الفكر، وبناء الوعي العلمي والثقافي، وسط عتمة المرحلة.
مدينة عتق – شبوة
مساء الأحد، 12 يوليو 2025م



