شخصيات بارزةشخصيات يمنية

علي محسن المريسي “أسطورة يمنية خالدة”

علي محسن أسطورة يمنية خالدة

 

تمثل دورات كأس الخليج رحلة عمر بالنسبة لي فقد علمتني الكثير من التجارب وأكسبتني المعارف والاصدقاء فأصبحت جزءا هاما في مسيرتي العملية والاعلامية فهي التي كونت لي شخصية على الصعيد الاعلامي ولهذا أصبح لها وضعها الخاص في قلبي ولها لي من المواقف والذكريات الحلوة والمرة التي علمتني الحب والتضحية والصبر

واليوم يتجدد الحديث عن عروس الدورات الرياضية كأس الخليج العربي التي تعود الى رياض الخير فالجميع يتمنى أن تنجح الشقيقة الكبرى في تنظيم الحدث الكبير فهي ليست غريبة عنها وسبق تنظيمها ثلاث مرات .

والآن تمر وتعود الى أرض الذكريات لنا (فوق هام السحب) تحديدا حيث كانت المشاركة الخارجية الاولى لمنتخبنا الكروي في دورات كأس الخليج العربي الثانية عام 72 حيث نتطلع للحفاظ على اللقب، ومن يسترجع هذه السنوات سيجد الكثير من الذكريات الجميلة التي يحملها كل خليجي في أعماقه فهذه تجربة عمر لما تحمل هذه البطولة الغالية علينا من ذكريات جميلة والتي علمتنا فنون الإعداد والإدارة والتنظيم والاعلام الرياضي وبدأت الكرة في الخليج رحلتها في عالم المنافسة الشريفة تبحث لها عن هوية وعن مكانها اللائق فلم تكن هناك دورة تحظى بسمعة تستحق الالتفاف حولها وما يميزها عن غيرها بأنها علاقة حب بين القادة والشعوب مما أدى لوجود صلة وترابط قوي مما يعزز من مكانتها شيبتني كأس الخليج.. والله من وراء القصد.

هو علامة فارقة في تاريخ الرياضة اليمنية والعربية، إنه الولد اليمني «الشقي»، كما كان يحلو للجماهير المصرية مناداته، فهو اللاعب الوحيد الذي لعب لمنتخب مصر في مباراة ودية وهو لا يحمل جنسيتها، وهو اللاعب العربي الوحيد الذي تم علاجه في بريطانيا بأمر من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رئيس مصر، على نفقته الخاصة، خاض تجربة التدريب مع المنتخب اليمني، وقد سمي باسمه أكبر ملعب في العاصمة صنعاء (ملعب المريسي)، حقاً هو نجم لا ينسى من الذاكرة الرياضية اليمنية والمصرية، بقدراته الفنية العالية وأخلاقياته السامية، وأمثاله لهم سجل خالد يحفظ لهم كل إنجازاتهم وإبداعاتهم.

ويعد علي محسن أو «علي أطلس»، كما أطلق عليه المعلق المصري الشهير الراحل الكابتن محمد لطيف، أشهر لاعب كرة قدم في تاريخ اليمن، وأنجح محترف مثّل الكرة اليمنية في صفوف الزمالك المصري سنوات طويلة، ويحظى بمكانة كبيرة لدى أبناء الشعب اليمني، لا يضاهيها أحد من الشخصيات الرياضية على مستوى المحافظات الشمالية والجنوبية، وتقديراً لتاريخه الحافل، قررت الحكومة اليمنية ووزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة اليمني، إطلاق اسمه على أكبر استاد رياضي في اليمن، كأكبر تكريم له ولعطائه وإنجازاته.

شخصية فرضت نفسها

وقد طغت شخصية علي محسن المريسي على كل الشخصيات الرياضية في اليمن، ونال لقب شخصية القرن في اليمن عام 2000، وفقاً لاستبيان أجرته وكالة الأنباء الرسمية، وتأثر به الكثير من نجوم كرة القدم في اليمن، وقد نشأ وترعرع في عدن، وكان لقبه الشهير أبو الكباتن، وفي عز مجده في ستينيات القرن الماضي، لعب مع منتخب مصر، مع أنه لا يحمل الجنسية المصرية، وقد اعتذر عن قبولها بسبب حبه وولائه لليمن.

وبدأ ممارسة كرة القدم في نادي الغزال بعدن، الذي حمل لاحقاً اسم نادي الشعب ثم الميناء، قبل أن يذهب للدراسة في مصر عام 1950، وأقام في حي الدقي بمحافظة الجيزة، ولعب كرة القدم في حواريها، ولفت الأنظار إليه من خلال لعبه الكرة بشكل متواصل، نتيجة تعثر التحاقه بالدراسة في عامه الأول في مصر، بسبب رفض الثانوية الإبراهيمية انضمامه إليها.

قنديل يضمه للزمالك

واكتشفه مدرب الزمالك محمود قنديل، وهو صاحب الفضل في تقديمه للساحة الرياضية المصرية والعربية، ولعب دوراً كبيراً في تشجيعه، حيث شاهده وهو يلعب في «حواري» الدقي، وضمه إلى نادي الزمالك سنة 1956، واستمر في رعايته رياضياً، وفي عامه الثاني بمصر، قبلته الثانوية الإبراهيمية، وانضم إلى فريقها الكروي، وتألق في صفوفه، وتم اختياره أفضل لاعب في البطولة الكروية على مستوى المدارس الثانوية في القاهرة والجيزة، فكرمته الثانوية الإبراهيمية بصرف راتب شهري قدره عشرة جنيهات، مع منحه حق السكن في سكنها الداخلي، وانضم علي محسن للفريق الأول لنادي الزمالك وعمره 18 عاماً، وكانت أول مباراة يلعبها أمام الخصم اللدود فريق النادي الأهلي في مسابقة كأس مصر، وحقق هدف الفوز للزمالك 2/ 1، وبلغ ذروة تألقه الكروي مطلع الستينيات من القرن الماضي.

عندما حقق لقب هداف الدوري المصري أعوام 1960، 1961، وكان أول لاعب يمثل اليمن خارجياً محترفاً في نادي الزمالك، وكان له دور مؤثر وكبير في تحقيق الكثير من البطولات للنادي، كما نال لقب هداف الدوري ثلاثة مواسم متتالية أعوام 1960 و1961 و1962، وكانت أجمل أهدافه أمام المصري البورسعيدي، عندما تلقى كرة على حدود خط منطقة الـ 18 استلمها بصدره ولف ودار بالكرة وعلى الطائر سددها قوية سكنت الشباك، في واحد من أجمل أهدافه التي سجلها مع الزمالك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى