في يومٍ حار من صيف عام 1800، وقف شاب سوري في العشرينات من عمره يترقّب لحظة فارقة ستدوّي في كتب التاريخ. اسمه سليمان الحلبي، من مدينة حلب، وجاء إلى القاهرة كطالب علم في الأزهر الشريف… لكنه كان يحمل في قلبه قضية أكبر من الكتب والدروس: تحرير الأمة من كل احتلال
من هو سليمان؟
ولد عام 1777 في حي “الأنطاكية” بحلب، وسط بيئة دينية محافظة. أرسله والده إلى القاهرة ليتلقى علوم الدين في الأزهر. وهناك، وخلال احتكاكه بالعلماء والمجاهدين، بدأ يتكوّن داخله غضب على الاحتلال الفرنسي الذي اجتاح مصر بقيادة نابليون بونابرت.
المهمة: اغتيال القائد الفرنسي كليبر
بعد خروج نابليون من مصر وترك القيادة للجنرال جان باتيست كليبر، ازداد بطش الفرنسيين. وهنا، برز اسم سليمان. تمكّن من التسلل إلى قصر كليبر متنكّرًا، وبعد مراقبة دقيقة، باغته في حديقة القصر في 14 يونيو 1800، وطعنه 4 طعنات قاتلة، أنهت حياته خلال دقائق.
فرّ سليمان بعد العملية، لكن أُلقي القبض عليه بعد أيام. وتحت التعذيب الوحشي، لم يبوح بأي أسماء أو تفاصيل تُدين غيره.
النهاية المأساوية
في مشهد مأساوي، نفذ الفرنسيين حكم الإعدام فيه في 17 يونيو 1800 بطريقة مروّعة:
حُرق أحد ذراعيه بالزيت المغلي ، ثم أُعدم على الخازوق . كان عمره فقط 23 عامًا.
لماذا يُخلّد اسمه؟
لأنه لم يكن جنديًا، ولا من قادة الثورات، بل شاب أعزل، تحرّك بإرادة شعبية ووطنية خالصة. اغتياله لكليبر أعاد الأمل للمقاومة الشعبية، وأربك صفوف الاحتلال الفرنسي.
اليوم، يُعتبر سليمان الحلبي رمزًا من رموز الفداء والتضحية.
وللمفارقة، تحتفظ فرنسا حتى اليوم بجمجمته في متحف الإنسان بباريس، وقد طالب كثيرون باستعادتها لتُدفن في موطنه كما يليق بالأبطال.
إذا أعجبك البوست، شاركه ليعرفوا الآخرين من هو سليمان الحلبي… ولنتذكّر دومًا أن التاريخ يُكتَب بدماء الشجعان.
#سليمانـالحلبي
#مصر
#الحملةـالفرنسية
#كليبر