خلاصة ومحاور كتاب الحرية والثقافة لجون ديوي
*Freedom and Culture
(John Dewey)
أولا: الخلاصة العامة
في هذا الكتاب (نُشر عام 1939)، يناقش جون ديوي العلاقة بين الحرية و*الثقافة*، ويحلل كيف تتشكل الحرية داخل السياقات الاجتماعية والتاريخية. ينتقد المفهوم الفردي والميتافيزيقي للحرية، ويؤكد أن الحرية لا تتحقق إلا من خلال المؤسسات الديمقراطية والتربية التقدمية.
النسخة العربية 1955
—
ثانياً: المحاور الأساسية
1. الحرية كعملية اجتماعية:
الحرية ليست صفة فردية مجردة بل هي نتاج مؤسسات سياسية واقتصادية تسمح بتطور الأفراد.
2. نقد الفردانية الليبرالية التقليدية:
يرى أن النظر للحرية كاستقلال ذاتي مطلق يفصل الفرد عن المجتمع هو أمر مضلل.
3. الثقافة كمُحدد للحرية:
الثقافة – بما فيها القيم، والعادات، والنظم التعليمية – تؤثر في إمكانيات تحقيق الحرية.
4. الديمقراطية كبيئة للحرية:
يركز على أن النظام الديمقراطي الحقيقي هو الضامن الأهم للحرية.
—
ثالثاً: الاستقبال النقدي
– الإيجابيات:
أشاد النقاد بتركيزه على الترابط بين السياسة والتربية والثقافة في تكوين الحرية، واعتبره كثيرون امتداداً عملياً لفلسفة البراغماتية.
– السلبيات:
انتُقد أحيانًا لكونه مثالياً في إيمانه بإمكانية الإصلاح الديمقراطي، خاصة في وجه الأنظمة التوتاليتارية (كالنازية والفاشية حينها).
—
رابعاً: نبذة عن المؤلف
جون ديوي (1859–1952):
فيلسوف أمريكي، مؤسس المدرسة البراغماتية في الفلسفة، وأحد أبرز المنظرين في التربية والديمقراطية. ركز في أعماله على العلاقة بين الفكر والممارسة، وكان من أبرز دعاة الإصلاح التعليمي والديمقراطي في القرن العشرين.
++++++++++++++
مقارنة أفكار جون ديوي مع كل من حنا أرندت و*آيزياه برلين* حول مفهوم الحرية تكشف عن اختلافات جوهرية في المنظور الفلسفي والاجتماعي:
—
جون ديوي (John Dewey): الحرية كعملية اجتماعية
– يرى أن الحرية ليست مفهوماً فردياً مجرداً بل هي قدرة على المشاركة الفعّالة في الحياة الاجتماعية والديمقراطية.
– الحرية تتحقق من خلال التعليم، التجريب، والتفاعل الاجتماعي.
– يؤكد على الحرية الإيجابية: قدرة الأفراد على تحقيق إمكاناتهم عبر مؤسسات ديمقراطية مرنة.
—
آيزياه برلين (Isaiah Berlin): الحرية السلبية والإيجابية
– ميّز بين:
– الحرية السلبية: غياب العوائق أمام الفرد (freedom from).
– الحرية الإيجابية: قدرة الفرد على أن يكون سيد نفسه (freedom to).
– حذر من أن فكرة الحرية الإيجابية قد تُستخدم لتبرير السلطوية.
– كان ليبرالياً تقليدياً، يميل إلى الدفاع عن الحرية السلبية.
—
حنا أرندت (Hannah Arendt): الحرية كفعل سياسي
– الحرية عندها تتحقق في الفضاء العمومي، من خلال العمل السياسي والمشاركة العامة.
– ترى أن الحرية لا تُمارَس في العزلة، بل في إطار الجماعة، كفعل مشترك.
– تُفرّق بين التحرر (liberation) والحرية: التحرر من الضرورة لا يعني تحقيق الحرية.
—